عرض مشاركة واحدة
  #67  
قديم 07-02-2015, 11:52AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح الأصول الثلاثة (68)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-


قوله : (( والدليل قوله تعالى : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ( [ النحل
: 128 ] ))



الشرح :

والدليل قوله تعالى : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) أي أن الله تعالى مع
الذين اتقوه أي جعلوا بينهم وبين غضبه وسخطه وقاية ، هذه الوقاية بامتثال المأمورات
واجتناب المنهيات ، وذلك من صدق المراقبة ، والذين هم محسنون ، احسنوا في عبادة الله
تعالى بالإخلاص وصدق المراقبة ، وأحسنوا إلى عباد الله بما يستطيعون الإحسان فيه
والإحسان من حيث المعنى أعم من حيث أهله أخص ، لأن الإحسان يشمل أي عمل
صالح سواء كان العمل بينك وبين ربك أو الإحسان إلى عباده هذا معنى أنه أعم من
حيث المعنى ، ولكن من حيث أهله أخص أي المحسنون الذين يصلون إلى هذه الدرجة
هم نخبة من المؤمنين ليس جميع المؤمنين أي ليس جميع المؤمنين يصلون إلى درجة
الإحسان ، [ ولكنهم ] نخبة مختارة وفقهم الله وسدد خطاهم فهم يحضون بالمعية الخاصة ،
المعية الخاصة تزداد على المعية العامة بالنصر والتأييد والحفظ والكلئ ،



المعية العامة بمعنى العلم والرؤيا والتدبير العام وبهذا المعنى الله سبحانه وتعالى مع جميع
مخلوقاته لا يخلو مكان من علمه وهو فوق عرشه مستوٍ على عرشه بائن من خلقه ،
لكن لا يخلو مكان من علمه وهذه هي المعية العامة ، فإذا قيل الله معنا لا ينبغي أن
يتبادر إلى ذهنك بأن الله معنا بذاته هنا في الأرض ، فالله سبحانه وتعالى منزه عن المعية
الذاتية مع خلقه لامع أهل أرضه ولا مع أهل سماواته أي ليس الله بالأرض بذاته ولا
في السماوات السبع بذاته ولكن بذاته فوق جميع مخلوقاته ليس في ذاته شيء من مخلوقاته
ولا في مخلوقاته شيء من ذاته ، ولكن هو بعلمه مع كل مخلوق ، أي لا تخف عليه
خافية من أمرهم ، وهذه تسمى المعية العامة وتزداد المعية الخاصة مع المحسنين
مع المتقين كتلك المعية التي حظي بها الرسول ﷺ وصاحبه في الغار ( لا تحزن
إن الله معنا )


معية خاصة حفظهما الله ورعاهم وسترهم من أعين أعدائهم تلك هي المعية الخاصة فلتفهم
وهذه هي منها معية مع المحسنين .



متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة

http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO











رد مع اقتباس