عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 23-01-2015, 12:05AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح القواعد الأربع [ 9 ]




قال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى :

القاعدة الثانية: أنَّهم يقولون: ما دعوناهم وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة[1].
فدليل القربة قوله تعالى: ﴿أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ
إلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي
مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾[2] [الزمر:3].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشارح :

[1] وهذه القاعدة تضمنت أمرين:
الأمر الأول: شبهة هؤلاء الكفار الَّتِي أدلوا بِها في عصر النبوة، وورثها المشركون في
كل زمان ومكان، هذه الشبهة الَّتِي ظنوها حجة لهم هي قولهم: "ما دعوناهم" أي: تلك
الأصنام والأوثان على اختلاف أنواعها وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة،
أي: لَم نطلبهم ذلك لأنَّهم يخلقون أو يرزقون أو يحيون أو يميتون أحدًا، يعنِي:
لا نعتقد فيهم خلقًا ولا

إيجادًا ولا إحياءً ولا إماتةً ولكن من أجل القربة إلى الله والشفاعة عنده
اتخذناهم
معبودات وآلهة من دون الله ورجونا منهم جلب المصالح ودفع المضار؛ هذه الحجة
فنَّدها الله _ وتعالى في عدة آيات, منها:

[2] قوله -تبارك وتعالى-: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ﴾ قائلين:
﴿أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ
زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ [الزمر: من الآية3]. ثُمَّ حكم عليهم
بالكفر في قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾. ومن جملة هؤلاء الكاذبين
الكافرين: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ﴾. يرجون منهم جلب المصالح ودفع المضار،
يرجون منهم إنجاب الولد، وشفاء المريض، والأمن، ونفي الخوف، إلى غير ذلك مما لا
يقدر عليه إلا الله وحده دون سواه.


فيقال لهؤلاء: ما دمتم تؤمنون بأن الله هو الخالق القادر والمحيط بكل شيء والسميع البصير،
لماذا لا تتوجهون إليه في طلب قضاء الحاجة وكشف الكربة وكل ما يحتاج إليه الإنسان
البشري؟!.


فالله عز وجل هو الذي يقضي فلا يحتاج إلى واسطة لأنه صاحب الكمال المطلق والعلم
المحيط بكل شيء لا يخفى عليه شيء من ذوات بني آدم ولا من أعمالهم ولا من أقوالهم
وأفعالهم ولا من حاجاتِهم ولا ما توسوس به أنفسهم، كل ذلك معلوم لله قد أحاط به علمًا،
وأحصاه عددًا.


الأمر الثاني: بيان أنه لا حاجة إلى الوسائط المحرمة بنص الكتاب والسنة في جلب المصالح
ودفع المضار بنص الكتاب والسنة.

وإنَّما الواسطة المشروعة التي يجب اتباعها هي واسطة الرسالة, أي: الرسل الذين هم
الوسائط بين الله وبين الخلق، وهم الذين يجب أن يتخذوا وسائط, بمعنى أن نأخذ العلم
منهم في العقيدة والشريعة ونتبعه بالعمل.

أما سائر الخلق؛ فلا يخلو -الذي ترجى منه الواسطة والشفاعة والقربة- إما أن يكون حيًّا
أو ميتًا.

فإذا كان ميتًا فلا يجوز أن يطلب منه شيء مطلقًا لا فيما يقدر عليه البشر ولا فيما لا يقدر
عليه البشر.

وأما رجاء الشفاعة أو القربة أو قضاء الحاجة من الحيِّ؛

فهذا لا يخلو من حالين:

1- إما أن يكون داخلاً تحت قدرة البشر وكان حاضرًا أو في حكم الحاضر.
2- وإما أن يكون خارجًا عن قدرة البشر.
فإن كان خارجًا عن قدرة البشر فلا يجوز أن تطلب منه الشفاعة أو قضاء الحاجة بل
يعتبر هذا من الشرك الأكبر كما فعله كفار قريش وغيرهم.

أما إذا كان المطلوب مما هو داخل تحت قدرة البشر كالإعانة في شيء مقدور عليه،
والإمداد كذلك، وغير ذلك مما يحتاج إليه الإنسان البشري إلى آخر ما أسلفت؛
فهذا شيء جائز، مع تعلق القلوب بأن الله عزو جل هو قاضي الحاجة وهو الذي يفرج
الكربة وهو الذي يقضي في كل شيء ويحكم لا معقب لحكمه.



------------------

أبرز الفوائد من الأربع القواعد

شرح العلامة زيد بن هادي المدخلي
رحمه الله تعالى



متن القواعد الأربع :
(بالنص والصوت والصورة)

http://safeshare.tv/w/zdkMEDkVnt



قراءة صوتية لمتن " القواعد الأربعة "
لشيخ الإسلام ومجدد دعوة التوحيد
محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي
- رحمه الله -


http://subulsalam.com/site/audios/Mo...41qawaid_4.mp3






رد مع اقتباس