بسم الله الرحمن الرحيم
شرح القواعد الأربع [ 4 ]
قال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى :
كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾[1] [الذاريات: 56].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
الشارح :
وحيث إن قواعد العقيدة ثابتة بأدلة الكتاب والسنة؛ بصريح المنقول وصحيح المعقول
أورد المؤلف -رحمه الله-:
[1] قوله عزجل : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾، فإن هذه الآية بين الله
فيها الحكمة من خلق الإنس والجن، ألا وهي العبادة بما تحمل كلمة العبادة من معنى،
ومعنى: ﴿إلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾. أي: يوحدون الله -عز شأنه-.
فإذا وجد التوحيد فهو مفتاح لقبول الطاعات كلها إذا توفرت شروطها وانتفت موانعها.
وجاءت الآية بأسلوب الحصر والقصر، بمعنى أن العبادة خاصة بالله عزوجل لا يتوجَّه
بِها إلى سواه، وهو شامل لجميع أنواع العبادات الظاهرة والباطنة كما أسلفت.
كما أن في الآية بيان للحكمة من خلق عالِم الإنس والجن الذين خلقهم الله وابتلاهم
بالتكاليف، وفي مقدمة التكاليف الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك فلا تتم العبادة
إلا بالولاء والبراء، ولاء لله بتوحيده وجميع طاعاته، وبراء من الشرك وأهله والخلوص
منه حتى يكون الإنسان متبعًا للحنيفية السمحة التي هي ملة إبراهيم _، والَّتِي أمر الله
عزجل نبينا محمدًا ﷺ أن يتبعها في قوله عزجل : ﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ
إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [النحل:123].
فكل أتباع إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- هم الحنفاء, أي: الذين تركوا الشرك
وأهله وأقبلوا على التوحيد وأهله ثُمَّ أخذوا توحيدهم من كتاب ربِّهم وصحيح سنة
نبيهم ﷺ.
----------------
أبرز الفوائد من الأربع القواعد
شرح العلامة زيد بن هادي المدخلي
رحمه الله تعالى
متن القواعد الأربع :
(بالنص والصوت والصورة)
http://safeshare.tv/w/zdkMEDkVnt
التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 22-01-2015 الساعة 11:51PM
|