[ماهر بن ظافر القحطاني]

بسم الله الرحمن الرحيم

إلقاء السلام عبادة فيشترط فيها الإخلاص والمتابعة فمن أخلص في إلقاء السلام ولم يتابع النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ويوافق السنة فقد ابتدع ولم يقبل عمله
إذا أن السنة لابد من موافقتها في السبب والهيئة والصفة والعدد والزمان والمكان والكيفية
وصفة السلام التي هي تحية أهل الإسلام منذ خلق آدم عليه السلام وتحية ذريته من بعده جاءت
فيما رواه ا لبخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ثُمَّ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنْ الْمَلَائِكَةِ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الْآنَ

وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يسلم هو وأصحابه كذلك
فقد خرج أبوداود ٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرٌ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ فَقَالَ عِشْرُونَ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ فَقَالَ ثَلَاثُونَ

فقوله السلام عليكم ورحمة الملك العلام ابتداع في السلام وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار كما جاء في الحديث الصحيح
ولايدخل ذلك في قوله تعالى وإذا حييتم بنحية
لأن مقصود التحية الشرعية ماجاءت به السنة

ولذلك لما غير رجل صفة التحميد للعاطس فزاد والسلام على رسول الله أنكر عليه ابن عمر
كما في سنن أبي داود فعطس رجل عنده فقال الحمدلله والسلام على رسول الله
فقال ابن عمر ونحن نقول السلام على رسول الله وماهكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد علمنا إذا عطس أحدنا أن يقول الحمدلله على كل حال

والأصال في الأذكار التعبدية التوقيف والسلام ذكر لله ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم لايرد وهو محدث ويقول كرهت أن أذكر الله على غير طهر
ويقول السلام إسم من أسماء الله فافشوه في الأرض

زيدل على أن الأذكار توقيفية مارواه البخاري عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ قَالَ فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا بَلَغْتُ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ قُلْتُ وَرَسُولِكَ قَالَ لَا وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ

فنهاه أن يأتي بغير اللفظ الذي علمه إياه وهو نبيك الذي أرسلت فلم يقبل ورسولك الذي أرسلت