بسم الله الرحمن الرحيم
عظم الله أجرك ورحم الله والدتك وجعلها في عليين
ولله ماأخذ ولله ماأعطى وكل شيء عنده بقدر فاصبر واحتسب
فإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب
وقد هديت إلى السنة بترك إنفاذ وصيتها فإنه ليس من برها طاعتها في مخالفة السنة
فقد خرج الترمذي عن نبيح عن جابر قال لما كان يوم أحد جاءت عمتي بأبي لتدفنه في مقابرنا فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ردوا القتلى إلى مضاجعهم قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ونبيح ثقة .
فأخذ بعض العلماء تحريم نقل الموتى
و خرج البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ
فتسفير الجنازة نحو سبعمائة كيلا تعرض لها للتغير ومخالفة لحديث أسرعوا بالجنازة
وإن نقل الحافظ فِي الْفَتْحِ خلافا فقال : اُخْتُلِفَ فِي جَوَازِ نَقْلِ الْمَيِّتِ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ فَقِيلَ يُكْرَهُ لِمَا فِيهِ مِنْ تَأْخِيرِ دَفْنِهِ وَتَعْرِيضِهِ لِهَتْكِ حُرْمَتِهِ , وَقِيلَ يُسْتَحَبُّ . وَالْأَوْلَى تَنْزِيلُ ذَلِكَ عَلَى حَالَتَيْنِ , فَالْمَنْعُ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ غَرَضٌ رَاجِحٌ كَالدَّفْنِ فِي الْبِقَاعِ الْفَاضِلَةِ , وَتَخْتَلِفُ الْكَرَاهَةُ فِي ذَلِكَ فَقَدْ تَبْلُغُ التَّحْرِيمَ وَالِاسْتِحْبَابُ حَيْثُ يَكُونُ ذَلِكَ بِقُرْبِ مَكَانٍ فَاضِلٍ , كَمَا نَصَّ الشَّافِعِيُّ عَلَى اِسْتِحْبَابِ نَقْلِ الْمَيِّتِ إِلَى الْأَرْضِ الْفَاضِلَةِ كَمَكَّةَ وَغَيْرِهَا
فالعبرة بالدليل وقد دل بظاهره على المنع
وأما مارواه مالك في موطأه فقال عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِمَّنْ يَثِقُ بِهِ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ تُوُفِّيَا بِالْعَقِيقِ وَحُمِلَا إِلَى الْمَدِينَةِ وَدُفِنَا بِهَا
فهذا السند فيه نظر
وقد قيل في المصطلح إذا قال حدثني الثقة فلايكفي فقد يوثقه ويجرحه غيره جرحا مفسرا خاصة إذا علم أنه مبهم فلايعلم هل انفرد مالك بتوثيقه وخالفه غيره أم لا
ثم لو صح فالعقيق بقرب المدينة وتلك مسافة واسعة بعيدة
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|