عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 21-06-2009, 03:46PM
أم سلمة
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
افتراضي ::: ما زلنا مع فوائد مختارة من سورة النازعات :::

[بماذا كان يفتخر فرعون؟ وما كانت عاقبته؟!]


قال الشيخ رحمه الله تعالى عند قول فرعون: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى):
وكان يفتخر بالأنهار والمُلك الواسع يقول لقومه في ما قال لهم: (يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ) [الزخرف: 51-52].
فما الذي حصل؟! أغرقه الله عَزَّ وَجَلَّ بالماء الذي كان يفتخر به، وأورث الله ملك مصر بني إسرائيل الذين كان يستضعفهم.

***ــــــــــــــــ***

[العبر في قصة موسى عليه السَّلام ... ومقارنة بين عاقبة موسى عليه السلام ونبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم]

قال الشيخ رحمه الله تعالى عند الآية (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى):
(إِنَّ فِي ذَلِكَ) أي فيما جرى من إرسال موسى إلى فرعون ومحاورته إياه واستهتار فرعون به واستكباره عن الانقياد له عبرة.
(لِمَنْ يَخْشَى) أي يخشى الله عَزًّ وَجَلَّ، فمَنْ كان عنده خشية من الله وتدبر ما حصل لموسى مع فرعون والنتيجة التي كانت لهذا ولهذا فإنه يعتبر ويأخذ من ذلك عبرة ......
كيف أرسله الله عز وجل إلى فرعون؟
كيف قال لهما: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا) [طه: 44] مع أنه مستكبر خبيث؟!!
وكيف كانت النتيجة؟!
وكيف كان موسى عليه الصلاة والسلام، خرج من مصر خائفًا على نفسه يترقب كما خرج الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة يترقب، وصارت العاقبة للرسول عليه الصلاة والسلام ولموسى عليه الصلاة والسلام؛ لكن العاقبة للرسول صلى الله عليه وسلّم بفعله وأصحابه، عَذَّب اللهُ أعداءهم بأيديهم، وعاقبة موسى بفعل الله عَزَّ وجلَّ.
فهي عبر يعتبر بها الإنسان يصلح بها نفسه وقلبه حتى يتبين الأمر.

***ــــــــــــــــ***

[فَائِـدةٌ فِي التِّـلاوةِ]

قال الشيخ رحمه الله تعالى عند الآية (بَنَاهَا):
هذه الجملة لا تتعلق بالتي قبلها، ولهذا ينبغي للقارىء إذا قرأ أن يقف على قوله (أَمِ السَّمَاءُ) ثم يستأنف فيقول: (بَنَاهَا) فالجملة استئنافية لبيان عظمة السماء.

***ــــــــــــــــ***

[موعظةٌ ... ليتأملْ الإنسانُ ماذا يُكتب في كتابه؟!]

قال الشيخ رحمه الله تعالى عند الآية (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى):
وهو اليوم الذي يتذكر فيه الإنسان ما سعى، يتذكره مكتوبًا، عنده يقرأه هو بنفسه قال الله تعالى: (وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) [الإسراء: 13-14]، إذا قرأه تذكر ما سعى أي ما عمل، أما اليوم ...

فإننـا قــد نسينـا مــا عملنـا،
عملنا أعمالًا كثيرة: منها الصالح، ومنها اللغو، ومنها السيىء؛
لكن كل هذا ننساه!!!
وفي يوم القيامة يُعرض علينا هذا في كتاب ويُقال اقرأ كتابك أنتَ بنفسك (كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) [الإسراء: 14]
فحينئذ يتذكر ما سعى (وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا) [النبأ: 40].

***ــــــــــــــــ***

[ما هو حَدُّ الإنسان؟! وهل هناك تلازم بين مجاوزة الحد وإيثار الحياة الدنيا؟!!]

حد الإنسان مذكور في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56].
فمن جاوز حده ولم يعبد الله فهذا هو الطاغي؛ لأنه تجاوز الحد، أنت مخلوق لا لتأكل وتتنعم وتتمتع كما تتمتع الأنعام، أنت مخلوق لعبادة الله فاعبدْ الله عَزَّ وجَلَّ، فإن لم تفعل فقد طغيت فهذا هو الطغيان ألا يقوم الإنسان بعبادة الله.
(وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) هما متلازمان فإن الطاغي عن عبادة الله مؤثر للحياة الدنيا؛ لأنه يتعلل بها عن طاعة الله، ويتلهى بها عن طاعة الله، إذا أذن الفجر آثر النوم على الصلاة، إذا قيل له أذكر الله آثر اللغو على ذكر الله وهكذا.

***ــــــــــــــــ***

[كم نفس للإنسان؟ ومـا هي؟!]

للإنسان ثلاث نفوس: مطمئنة، وأَمَّـارة، ولَّوَّامة، وكلها في القرآن.
v أمَّـا المطمئنة ففي قوله تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) [الفجر: 27-30].
v وأمَّـا الأمَّارة بالسوء ففي قوله تعالى: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي) [يوسف: 53].
v وأما اللَّوَّامة ففي قوله تعالى: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) [القيامة: 1-2].

والإنسان يحس بنفسه بهذه الأنفس؛ يرى في نفسه أحيانًا نزعة خير يحب الخير يفعله هذه هي النفس المطمئنة، يرى أحيانًا في نفسه نزعة شر يفعله هذه نفس أمارة بالسوء، تأتي بعد ذلك النفس اللوامة التي تلومه على ما فعل فتجده يندم على ما فعل من المعصية، أو لوامة أخرى تلومه على ما فعل من الخير، فإن من الناس من قد يلوم نفسه على فعل الخير وعلى مصاحبة أهل الخير ويقول: كيف أصاحب هؤلاء الذين صدوني عن حياتي.. عن شهواتي.. عن لهوي، وما أشبه ذلك.
فاللوامة نفس تلوم الأمارة بالسوء مرة، وتلوم المطمئنة مرة أخرى، فهي في الحقيقة نفس بين نفسين تلوم النفس الأمارة بالسوء إذا فعلت السوء، وتندم الإنسان، وقد تلوم النفس المطمئنة إذا فعلت الخير ـ نسأل الله السَّلامة ـ.

ـ يتبـع إن شاء اللهُ تعالى ـ
رد مع اقتباس