عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 31-05-2009, 12:31AM
ماهر بن ظافر القحطاني ماهر بن ظافر القحطاني غير متواجد حالياً
المشرف العام - حفظه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
الدولة: جدة - حي المشرفة
المشاركات: 5,146
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى ماهر بن ظافر القحطاني
افتراضي

هذا الأثر قيل ساقه للإعتضاد لنعيم أهل الجنة حيث أن لهم ماتشتهي الأنفس وتلذ الأعين بقدرة الله في حدود بشريتهم وهم لايموتون في الجنة ولايبئسون
لو كانوا في الدنيا مطيعين ثم اصبحوا إلى الجنة داخلين مقنعمين ابدا مقيمين

فيقولوا للشيء الذي أذن الله بتحوله تنعيما لهم في الجنة لاكل شيء وإنما هذا من العام الذي أريد به الخاص فقد جاء في سياقه في مجموع الفتاوى(4/376-377) في كلامه على المفاضلة بين الملائكة وصالحي البشر

وإذا تبين هذا، أن العلم مقسوم من الله، وليس كما زعم هذا الغبي بأنه لا يكون إلا بأيدي الملائكة على الإطلاق، وهو قول بلا علم، بل الذي يدل عليه القرآن أن اللّه ـ تعالى ـ اختص آدم بعلم لم يكن عند الملائكة، وهو علم الأسماء الذي هو أشرف العلوم، وحكم بفضله عليهم لمزيد العلم، فأين العدول عن هذا الموضع إلى بنيات الطريق‏؟‏ ومنها القدرة‏.‏
وزعم بعضهم أن الملك أقوى وأقدر، وذكر قصة جبرائيل بأنه شديد القوى، وأنه حمل قرية قوم لوط على ريشة من جناحه، فقد آتى اللّه بعض عباده أعظم من ذلك، فأغرق جميع أهل الأرض بدعوة نوح، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏إن من عباد اللّه من لو أقسم على اللّه لأبَرّهُ، ورُبَّ أشْعَثَ أغْبَرَ مدفوع بالأبواب لو أقسم على اللّه لأبَرَّهُ‏)‏‏!‏ وهذا عام في كل الأشياء، وجاء تفسير ذلك في آثار‏:‏ إن من عباد اللّه من لو أقسم على اللّه أن يزيل جبلًا، أو الجبال عن أماكنها لأزالها، وألا يقيم القيامة لما أقامها، وهذا مبالغة‏.‏
ولا يقال‏:‏ إن ذلك يفضل بقوة خلقت فيه، وهذا بدعوة يدعوها؛ لأنهما في الحقيقة يؤولان إلى واحد، هو مقصود القدرة ومطلوب القوة، وما من أجله يفضل القوى على الضعيف، ثم هب أن هذا في الدنيا فكيف تصنعون في الآخرة ‏؟‏ وقد جاء في الأثر‏ :‏ ‏(‏يا عبدي، أنا أقول للشىء كن فيكون، أطعني أجعلك تقول للشىء كن فيكون، يا عبدي، أنا الحي الذي لا يموت، أطعني أجعلك حيًا لا تموت‏)‏، وفي أثر‏:‏ ‏(‏أن المؤمن تأتيه التُّحَفُ من اللّه‏:‏ من الحي الذي لا يموت إلى الحي الذي لا يموت‏)‏ فهذه غاية ليس وراءها مرمى، كيف لا، وهو باللّه يسمع، وبه يبصر، وبه يبطش، وبه يمشى، فلا يقوم لقوته قوة‏؟‏‏!‏ )انتهى.

فتبين أن الإمام ابن تيمية رحمه الله يقصد بسياقه لهذه الآثار حال المؤمن في الجنة من حيث كون المؤمن له ما تشتهي نفسه وكونه يحيى في الجنة فلا يموت


ومع ذلك فالأثر لم يجزم بصحته لذاته ولاشك أن الذي يقول للشيء كن فيكون مطلقا إنما هو الله وما أظن هذا يصح
حديثا بل لعله من الإسرائيليات
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار
maher.alqahtany@gmail.com
رد مع اقتباس