بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو بكر الطرطوشي صاحب كتاب الحوادث والبدع والمتوفى في القرن السادس ومما أحدثه أهل هذا الزمن أنهم صاروا يقرءون القرءآن ولايتفقهوا فيه ولايتدبروا معانيه
أقول فكيف لوراى أبوبكر رحمه الله واقع الأمة اليوم إلا مارحم الله
قال تعالى كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته
فما انزل إلا للتدبر والعمل بعد التلاوة قال تعالى مثل الذين حملوا التوارة ثم لم يحملوها كثمل
الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله
ولقد قرأ بن عمر البقرة في ثمان سنوات يتدبرها ويتفقه في أحكامها فتعلم عامعا وخاصها محمكها ومتشابتها
قال ابو عبد الرحمن السلمي حدثونا الذين كانوا يقرؤننا القرآن كعثمان بن عفان أنا لانتجاوز العشر آيات حتى نتعلم مافيها من علم وعمل فتعلمنا القرآن والعلم والعمل
ومع ذلك له بكل حرف حسنة حتى لو ماتدبر ولكن من ترك التدبر فاته خير كثير
فإنه لو قدر أن قوما أعطوا كتابا في الطب فحفظوه ولم يدرسوا مافيه طبا
وينبغي أن تكون له نية عند القرآءة بأعتقاد أن يطيع الله بقراءة كلامه فله بكل حرف حسنة
روى الترمذي عن مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ قَال سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|