حكم مقاطعة المنتجات الدنمركية والأمريكية والدعوة لذلك والألزام بها
بسم الله الرحمن الرحيم
ذهب الآمرون بالمقاطعة علنا والألزام بها حتى قال بعضهم أنها أوجب من الصلاة إلى أدلة إنما هي شبه مثل بيت العنكبوت وأن أوهن البيوت لبيت العنكبوت قد ذكرت في منبر الأسئلة كقوله تعالى وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر 0000فليرجع أهليها وأقول هنا :
لايجوز الإستدلال بما ذكر على وجوب المقاطعة أولا لأن أصحاب تلك الشركات مدنيون ليس بحربيين فلايجوز قتلهم ولادليل على وجوب مقاطعتهم وقد مات النبي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي ولم يمنعهم النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة من معاملة المنافقين واليهود بالبيع والشراء والإجارة بل كان علي قد نضح ليهودي كل دلو بتمرة
فمن أراد أن يقاطع بنفسه وشخصه من آذى الله ورسوله كالدنمركيين الذين رسموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك الشخصيات الهزلية قاتلهم الله للشركات حتى يتم الضغط على حكومتهم من طريق شركاتهم فلابأس ولكن أن يدعى الناس إليها من طريق المنابر ويلزموا بها حتى أني سمعت بعضهم يقول المقاطعة أوجب من الصلاة فهذا الذي لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ألزم به حتى وقت أذية المنافقين واتهام فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم بمابراها الله منه
وإنما جاءت المقاطعة الفردية بما أذن له ولي الأمر فيما رواه البخاري في صحيحه في قصة ثمامة وقاطعته
فقال البخاري حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ فَجَاءَتْ
بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ فَقَالَ عِنْدِي خَيْرٌ يَا مُحَمَّدُ إِنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ
ذَا دَمٍ وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ مِنْهُ مَا شِئْتَ فَتُرِكَ حَتَّى كَانَ الْغَدُ ثُمَّ
قَالَ لَهُ مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ قَالَ مَا قُلْتُ لَكَ إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ فَتَرَكَهُ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ
فَقَالَ مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ فَقَالَ عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ فَقَالَ أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ فَانْطَلَقَ إِلَى نَجْلٍ قَرِيبٍ مِنْ
الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ يَا
مُحَمَّدُ وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى الْأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ إِلَيَّ
وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيَّ وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ
أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيَّ وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ فَمَاذَا تَرَى
فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ صَبَوْتَ قَالَ لَا
وَلَكِنْ أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الشاهد(((وَلَا وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنْ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ
حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فبم يأمر بالمقاطعة ويلزم بها ويدعو إليها بل حتى لما رأى فرديا ذلك جعل الأمر منوطا بإذن ولي الأمر فله أن يقاطع فرديا إلا إذا نهاه ولي الأمر من باب السياسة الشرعية ودفع المفسدة الأعظم بالأقل0
ثم أن بيننا وبين الأمريكان ميثاق وإن حاربوا دولة أخرى فإن من نظر إلى فقه صلح الحديبية وحادثة أبي جندل وأبي بصير علم الحق في ذلك
__________________
[ ماهر بن ظافر القحطاني ]
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
qahtany5@hotmail.com
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|