:: إضافــة جديــدة ::
* الإحرام قبل الميقات المكاني
من المعلوم أن الأصل أنْ يُحْرِمَ المُحرِمُ من المواقيت المكانية المعروفة؛ ولكن البعض يُخطأ في إحرامه قبل الميقات المكاني، وذلك بإحرامه من بيته مستدلًا بحديث (من تمام الحج أن تحرم من دويرة أهلك).
قال الشيخ محمد ناصر الدِّين الألباني رحمه الله تعالى:
(وهذا حديثٌ منكر، ولو كان صحيحًا لفعل ذلك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ولأحرم من بيته أو مسجده وهو خير الأماكن؛ ولكن الحمد لله لم يصح في ذلك شيء، وهو الموافق لحكمة تشريع المواقيت، وما أحسن ما ذكر الشاطبي رحمه الله في [الاعتصام: 1/167] ومن قبله الهروي في [ذم الكلام: 3/54/1]:
عن الزبير بن بكار قال: حدثني سفيان بن عيينة قال: سمعت مالك ابن أنس وأتاه رجل فقال: يا أبا عبدالله من أين أحرم؟
قال: من ذي الحليفة من حيث أحرم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فقال: إني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر.
قال: لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة.
فقال وأي فتنة في هذه؟ إنما هي أميال أزيدها!
قال: وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! إني سمعت الله يقول: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
فانظرْ مبلغ أثر الأحاديث الضعيفة في مخالفة الأحاديث الصحيحة والشريعة المستقرة، ولقد رأيت بعض مشايخ الأفغان هنا في دمشق في إحرامه، وفهمت منه أنه أحرم من بلده! فلما أنكرت ذلك عليه احتج عليَّ بهذا الحديث! ولم يدر المسكين أنه ضعيف لا يحتج به ولا يجوز العمل به لمخالفته سُنَّة المواقيت المعروفة)[1] انتهى كلام الشيخ رحمه الله تعالى.
* إلتزام الحجاج والمعتمرون الإقامة في المدينة النبوية أكثر من اقامتهم في مكة المكرمة
ينصح العلماءُ الحجاجَ والمعتمرينَ بالإقامة في مكة أكثر من اقامتهم في المدينة النبوية وذلك لفضيلة وثواب الصلاة في المسجد الحرام كما جاء في الحديث الصحيح أن فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره بمائة ألف صلاة؛ ولكن قد يلتزم بعض الحجاج والمعتمرين الإقامة في المدينة النبوية أسبوع حتى يتمكنوا من الصلاة في المسجد النبوي أربعين صلاة لتكتب لهم براءة من النفاق وبراءة من النار.
وأصل ذلك كما ذكر ذلك الشيخ محمد ناصر الدِّين الألباني رحمه الله تعالى:
(حديث قد يقرأه البعض على جدران المسجد، وقد نسمعه في بعض الأمكنة وهو: (من صلى فى مسجدي أربعين صلاة لا يفوته صلاة كتبت له براءة من النار، ونجاة من العذاب، وبرئ من النفاق)[2] والحديث يروى عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ والحديث منكر.
ومن آثـار هذا الحديث المنكر عكس الفضائل الشرعية حيث يمكث الكثير من الحجاج والمعتمرين في المدينة أكثر من مكة وهنا يصدق مع الأسف في هؤلاء قوله تعالى الذي قاله في حق اليهود: (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) وهذا من تمام التَّشبه باليهود والنصارى ألا وهو الغلو في الدِّين)[3].
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] يراجع في ذلك شريط رقم (561) من سلسلة الهدى والنور، وكذلك سلسلة الأحاديث الضعيفة: 1/376-378 من النسخة الإلكترونية، فلقد نقلته بتصرف منهما.
[2] ولمزيد تفصيل فليراجع: سلسلة الأحاديث الضعيفة: 1/540-541، رقم الحديث (364)، ضعيف الترغيب والترهيب: رقم الحديث (755).
[3] يراجع في ذلك شريط رقم (560) من سلسلة الهدى والنور.
|