بسم الله الرحمن الرحيم
قد أجمع الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون وأتباعهم من أهل القرون المفضلة واتفق علماء السنة كلهم أجمعون على إثبات ماأثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات وأثبتها له رسوله في صحيح سنته
من غير تحريف وهو الذي يسميه البعض التأويل وهو التحريف المعنوي كقولهم استوى إستولى عياذا بالله ومن غير تشبيه ومن غير تمثيل ومن غير تعطيل ومن غير تكييف فيمرونها كما جاءت كما قال الإمام أحمد أمروها كما جاءت وكذلك مالك قال الإستواء معلوم والكيف مجهول الإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وكذلك مذهب الشافعي وأبوحنيفة على هذا قطعا فإن المحرفون للصفات والمعطلون ماستدلوا بأقوالهم قط في كتبهم ولو ظفروا ولو بنص واحد واضح الدلالة لما آلوا جهد في إظهاره وهم حريصون على الاستدلال للتأويل ومن ذم ماجاء عن أبي حنيفة من بدع ونقل في ذلك عن السلف كعبدالله ابن الإمام أحمد في كتاب السنة لم ينقل عن أبي حنيفة أنه كان معطلا أو أشعريا محرفا مأولا وكذلك شيخ المفسرين الطبري ولم ينقلوا عنه حرفا ينصر مذهبهم مع أنه شيخ المفسرين وهم حريصون على إظهار ماتقوم به الحجة من أقوال أكابر العلماء
ومما يدل على إجماع الصحابة أن تلك الآيات كانوا يقرؤونها على الناس وفيهم الأمي وفوق ذلك ولم ينصحوا لهم لو كان حقا فقالوا ظاهرها غير مراد فو كان التحريف والتأويل صحيحا لبينوا للناس وقد قال تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر
ومما يدل على تلاعب ذلك الرجل الزاعم أنه لايؤمن حتى يسمع قول الأئمة الأربعة أو جهله أنه لم يطلب علم من فوقهم وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مع أن ابن مسعود قال
: " من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب محمد صلى الله عليه
وسلم ، فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا و أعمقها علما و أقلها تكلفا و أقومها
هديا و أحسنها حالا ، قوما اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم و إقامة
دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم ، و اتبعوهم في آثارهم ، فإنهم كانوا على الهدي
المستقيم "
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رضيت لأمتي مارضي لها ابن أم عبد
وقد أثنى الله تبارك و تعالى عليهم أحسن الثناء ، فقال : *( و السابقون الأولون من المهاجرين
و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات
تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )*
وقد أخذوا بآيات الصفات على ظاهرها ولم يقلهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتلوها عليهم ظاهرها غير مراد مع أن فيهم الأعرابي والعالم وبينهما درجات ومع أن الأصل الأخذ بالظاهر ولو كان غير مراد لبينه في هذه القضية الكبرى والتي هي أصل
فكيف يتصور أنه صلى الله عليه وسلم بين آدآب قضاء الحاجة والجماع ويترك بيان مايحتاج الناس إليه في أحد أنواع التوحيد الثلاثة وهو توحيد الصفات والذي هو ركيزة توحيد الألوهية والذي بعثت به الرسل عليهم السلام فهذا محال فدل أن ترك التأويل مذهبهم بإجماع
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|