عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19-08-2008, 09:13AM
ماهر بن ظافر القحطاني ماهر بن ظافر القحطاني غير متواجد حالياً
المشرف العام - حفظه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
الدولة: جدة - حي المشرفة
المشاركات: 5,146
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى ماهر بن ظافر القحطاني
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين ،،،،،
فاعلم أن من علامات أهل الزيغ والضلال والشبهات إتباع المتشابه من كلام الله والرسول صلى الله عليه وسلم وترك المحكمات والمتشابه ماكانت المعاني والوجوه فيه محتملة ويحتاج لترجيح أحد المعاني نص غيره كما يروى عن علي أنه قال لابن عباس لما أرسله للخوارج الحرورية لاتجادلهم بالقرآن فإنه حمال وجوه أي أن بعض آياته تكون من المتشابه فيحتج الخارجي على تكفير صاحب الكبيرة كالقتل بقوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها
فيحتمل الخلود الأبدي السرمدي وهو وجه ويحتمل الوقت الطويل والأمد المحدود
فالذي في قلبه زيغ من الخوارج لايحمل ذلك المتشابه على المحكم وهو أن القتل ليس بشرك وإنما هو من الكبائر وكل كبيرة دون الشرك فصاحبها تحت المشيئة إن شاء سبحانه غفر له وإن شاء عذبه كما قال تعالى إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا
بل يختار من تلك الأوجه مايوافق بدعته وهواه ىولو كان اعتقادا باطلا في دين مولاه سبحانه الذي خلقه وسواه

وأما المحمكم فهو الذي لااحتمال فيه ولايحتاج إلى غيره ليتبين حقيقة معناه كقوله تعالى وإلهكم إله واحد لاإله إلا هو الرحمن الرحيم
روى البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ

ومن اتباع المتشابه وصف الله بأنه يمكر والمحكم أنه منزه عن كل صفة نقص لقوله تعالى قل هو الله أحد الله الصمد
والصمد الكامل في علمه وحلمه وسؤدده وكل ماوصف به نفسه سبحانه
فإن صفة المكر وغيرها كالمخادعة والتي جاءت في قوله تعالى يخادون الله وهو خادعهم
وقوله ويمكرون ويمكر الله 0000
فلايوصف الله بمثل هذه الصفات على انفراد الصفه فيقال ماكر مخادع ففي ذلك نقص
ولايكون كمالا إلا إذا وصف على وجه المقابلة فذلك كما ل
مثل ماتقدم في الآيات فإنه لم يأت حيث فيه إن ا لله ماكر بل ذلك على المقابلة فذلك كما لمثل قوله ويمكرون ويمكر الله
يخادعون الله وهو خادعهم
وأهل العلم يردون المتشابه إلى المحكم وأما الذين في قلوبهم زيغ فيحكمون على المحكم بالمتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ولايعلم تأويله إلا الله 0
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار
maher.alqahtany@gmail.com
رد مع اقتباس