عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26-07-2008, 02:01PM
ماهر بن ظافر القحطاني ماهر بن ظافر القحطاني غير متواجد حالياً
المشرف العام - حفظه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
الدولة: جدة - حي المشرفة
المشاركات: 5,146
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى ماهر بن ظافر القحطاني
افتراضي إصبوا واذكروا الله كثيرا واستغفروا فإن النصر مع الصبر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان غلى يوم الدين أما بعد

فقد بلغني مايحدث لإخواننا الليبين من تضييق عليهم في دينهم من أمرهم بحلق لحاهم وإذاء من لم يحلق لحيته بالسجن والتحقيق وغير ذلك
فأوصيهم بالصبر كما صنع أنس بن مالك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري لما شكوا له ظلم الحجاج فأوصاهم بالصبر وقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول مايأتيكم من عام إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم
وقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يارسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
فمن السنن التي يجب التمسك بها والصبر على الأذى فيها إعفاء اللحية شعار الصالحين وسمت الغر المحجلين وسنة الأنبياء والمرسلين قال تعالى عن هارون يابن أم لاتأخذ بلحيتي ورأسي
أوجب إعفاءه الرسول الأمين واتفق على وجوب إعفاءها العلماء المتقدمين والمتأخرين إلا شرذمة لايعرف لقولهم أصل وسلف عن المتقدمين

فالأصل في الأمر أنه للوجوب وقد أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم ولايعرف لها صارف
فروى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لاتشبهوا بالمشركين أرخوا اللحى وحفوا الشارب

فالتشبه بالمشركين مطابقة لصفة لباسهم أو هيئتهم حرام ولو لم يكن اللابس للباسهم والمتزيي بزيهم غير قاصد لمحاكتهم كما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند طلوع الشمس وغروبها لأنها صلاة الكفار فلايحل أن يصلي اليوم أحد في ذينك الوقتين بزعم أنه ماقصد
لأن التشبه في الظاهر يؤول إلى الموافقة في الباطن كما قرر شيخ الإسلام رحمه الله تعالى
فالنهي عن التشبه حماية لجناب التوحيد وسد لذريعة الوقوع في الفسق والشرك

ولايحل لأحد أن يجيز حلق اللحى لأن بعض يهود يعفيها لأن العبرة بالأغلب والنهي عن التشبه بهم في حلق اللحى من الثوابت وليس من المتغيرات لتنصيص النبي صلى الله عليه وسلم عليه وليس هو كلبس الطيلسان والذي كان مختصا بيهود فكان حراما فلما صار مشتركا بين المسلمين ويهود وحصل الذوبان جاز لبسه كما أفاد الحافظ بن حجر في الفتح
كما أنه لايجوز دعوى جواز الصلاة عند غروب الشمس وطلوعها بدعوى أننا لانرى الكفار يصلون
فإن النهي عن التشبه بهم في ذلك من الثوابت الشرعية

فالطاعة كإطلاق اللحية تقرن بمشقة أحيانا كما يحدث للمسلم في الحج ويكون أجره أعظم
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة أجرك على قدر مشقتك
فالسجن والتحقيق مشقة يجب على المكلف تحملها مالم يصل الأمر غلى حد الإكراه وهو كما أفاد الحافظ بن حجر السجن الطويل أو تلف العضو أو قتل النفس والتيقن بإقاع التهديد مباشرة وغلبة الظن وأما مع الإحتمال فلا يفعل شيء متيقن التحريم كحلق اللحى لأمر محتمل وهو السجن الطويل وعدمه أو اتلاف العضو
فاصبروا عباد الله فإن الصابرون المخلصون المبتغون بصبرهم وجه الله والدار الآخرة يوفون أجرهم بغير حساب
ولابأس عند الخوف ببقائكم في المنازل وترك الجماعة وترك التعرض للفتنة
فإذا أمسكوا بكم وخشيتم على أنفسكم تلف عضوا وغلب على ظنكم أو قتل فذلك الإكراه الذي جائز معه النطق بكلمة الكفر والقلب مطمئن بالإيمان فكيف بحلق اللحية ولكن يدفع ذلك بالأخف شرعا
بالقص والتخفيف وقبل ذلك دهنا بما يوهم تقصيرها من غير تقصير إلا ماجاء عن ابن عمر وهو بعد القبضة وقد أفتى الإمام أحمد في سنن الخلال إرخاء كإرخاء بن عمر

فلاتجيزوا لأنفسكم التهاون بهذه الشعيرة العظيمة والتي لما عرف أعداء السنة عظمها وأنها قرينة الإيمان حاربوها
وقد وعد الله بنصرة من يعمل بسنة نبيه فلايحل لأحد أن يسيء الظن بربه قال تعالى ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز
قال تعالى ألم 0 أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين

وقال تعالى ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين
وقال من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لأت وهو السميع العليم

فأوصيهم بكثرة ذكر الله والإستغفار وطلب العلم وتقوى الله ولزوم السنة
قال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب
ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا
وترك طاعتهم في معصية الله

روى الإمام أحمد في مسنده مرفوعا لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق
فالصبر الصبر فإن النصر مع الصبر وإن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسر ولن يغلب عسر يسرين
فاللهم إنا نسألك بأنك أنت الله لاإله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفون أحد أن
ترفع عن إخواننا البلاء العظيم وتولي عليهم من يخافك ويتقيك يارب العالمين
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار
maher.alqahtany@gmail.com
رد مع اقتباس