بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولاعداوان إلا على الظالمين وصلى الله وسلم على رسولنا محمد سيد الأولين والآخرين وإمام الغر المحجلين جاء بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله فانكشف على إثر دعوته دجل الدجالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وتحريف الغالين أما بعد
فقد تتابع العلماء منذ نحو مائة عام أو أكثر على رد هذه الوصية المكذوبة المختلقة المصنوعة البين كذبها والركيك سبكها والمظلم أثرها وآخرهم شيخنا العلامة عبدالعزيز بن باز أفرد رسالة في الرد عليها وكشف زيفها ودحض باطلها
والتي تتابع أهل البدع والخرافات على نشرها بزعم الترغيب على الخير وكيف يطاع الله بالترغيب للعمل بطاعته من حيث يعصى بدعوة رؤية العين في النوم مالم ترى فهذا من أعظم الإفتراء وهوأ يري الرجل عينه في المنام مالاترى
روى البخاري في صحيحه عن وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْفِرَى أَنْ يَدَّنعِيَ الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ يُرِيَ عَيْنَهُ مَا لَمْ تَرَ أَوْ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ
وروى البخاري في صحيحه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ وَلَنْ يَفْعَلَ وَمَنْ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ صُبَّ فِي أُذُنِهِ الْآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبَ وَكُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا وَلَيْسَ بِنَافِخٍ
فهذا الكذاب الذي سبك اختلاقا قصة رؤية أحمد خادم الحجرة النبوية كما زعم الكذابونن في رواية مختلقة أخرى جمع بين الكذب في الرؤيا والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإقناع الناس بنسبة كلام إليه ليصدقوه لم يقل حرفا واحدا منه في ذلك المنام المختلق
ولقد روىة البخاري في صحيحه عن أَنَسٌ إِنَّهُ لَيَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ
ومن المتفق عليه بين العلماء أن الرؤى المنامية لايبنى عليها أحكاما شرعية كما قرر صاحب المجموع
وقال لو رؤي رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يقول غدا رمضان أي ليلة ثلاثين شعبان لما جاز اعتماد تلك الرؤية في حساب دخول الشهر حتى يرى الهلال
لحديث البخاري عن مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ0
فالكذب في هذه الوصية بين فائح الرائحة لايحتاج في بيانه إلى تكلف الرد فخبر المجهول موقوف لايعتمد عليه وأحمد هذا مجهول لايعرف من هو ولو كان ثقة لما جاز اعتماد رؤياه في وجوب نشر الوصية لأن
الأمر بنشرها حكم شرعي ولايثبت برؤية منامية
كيف والمنقول عنه مجهول والسند مظلم لايعرف م اختلقها وبين الناس دسها وألزمهم بنشرها
وزعم في روايات أخرى مختلقة أن من أهملها يموت
وأحاديث البخاري ومسلم التي تلقتها الأمة بالقبول لم يحصل من ترك نشرها ذلك الوعيد في الوصية المكذوبة وفيها حديث بن عباس في الأمر بالدعوة للتوحيد وهو أعظم من ترك تلك الشهوات دونه التي يعصى بها رب العبيد
فلايجوز نشرها بل يب التحذير منها ولايجوز أن يدعى إلى الله بالكذب
فقد روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا
فلايمكن أن يكون الكذب طريقا للهداية بل هو طريق النار والضلال والغواية والدعوة به بدعة وضلالة
والله أعلم
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|