[ماهر بن ظافر القحطاني]

قولهم فلان قبيح أو هذه المرأة مشوهة أو شوهاء لابأس به في الوصف عند الخطبة وليس من باب الغيبة وليس معناه عيب الخالق وقد روى مسلم في صحيحهعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا قَالَ لَا قَالَ فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا
قيل أي صغر ولم يقل أعينهم حسنة أو جميلة إن الله أحسن كل شيء خلقه
فلاحرج إذا قام الداعي المبيح شرعا ذكر صفة المخلوق وبيان أ التغير عن المعتاد في شكل الأنف خلقي وليس كسبي بعملية جراحية خطأ أو حادث للتميز لالتعيير خلق الله
وإلا فكيف يفرق بين الجميل والقبيح لتعرف نعمة الله على الجميل فيشكر ويعلم القبيح المنظر أنه بقدر الله قبحه وتشوهه فيصبر كمن خلق بأنف كبير جدا متدلي على فمه فكيف يوصف هذا بالجمال بل يكن الواصف له بالجمال قد كذب لأن الوصف بالجمال لايكون إلا من وصف متناسق أعضاء الوجه ولذلك جاء في صحيح البخاري وصف بعض الخلق بالقبح
عن سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَا أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ فَابْتَعَثَانِي فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ فَتَلَقَّانَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ قَالَا لَهُمْ اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهْرِ فَوَقَعُوا فِيهِ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ قَالَا لِي هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ قَالَا أَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنٌ وَشَطْرٌ مِنْهُمْ قَبِيحٌ فَإِنَّهُمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وكو أن الله أحسن كل شيء خلقه فهذا صحيح ولكن لايعني أ كل إنسان خلقه الله يوصف بالجمال وإلا فكيف يتميز بني الإنسان فإحسانه بديع تركيبه وصنعه ولايلزم الجمال في كل إنسا فاعقل هذا والله أعلم