بسم الله الرحمن الرحيم
هذه معصية عظيمة وفاحشة كبيرة ومقتا وساء من فعله سبيلا يعلو الرجل الرجل قلب الله على أهل هذه الفاحشة قريتهم التي كانوا يمارسون فيها تلك الجريمة الشنعاء والفاحشة النكراء والتي تأنف منها الفطر السليمة والأخلاق الكريمة قال تعالى وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) وهي جهل وإسراف وظلم أن يبدل العبد ماخلقه الله له من الحرث الطيب المباح فينفقه بماشرع الله فيخرج نباته فيستوي على سوقه بمحل منتن خبيث يظلم القلب ويسود الوجه
وقال تعالى وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) }
من أجل ذلك كان عقوبة الفاعل والمفعول به القتل بإتفاق الصحابة كما نقل ذلك عنهم شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله
روى أبو داود في سننه عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به
فرفع الله قريتهم وجعل عايها سافلها وأمطر عليهم حجارة من طين مسومة عند ربك للمسرفين
ومن التفت إلى عذابهم سحبه العذاب معهم كامرأة لوط الخائنة خيانة الكفر لاالفراش
فإنه أصابها ماأصابهم فإنها التفتت وقد قال الله تعالى واسر بأهلك بقطع من الليل ولايلتفت منكم أحد
وذلك حتى لايصيبه ماأصابهم فالتفتت فكانت في العذاب من المحضرين
قال تعالى فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83
فحق لمن عمل عمل قوم لوط أن يرمى ببدنه الخبيث المنتن من أعلى منارة فيتمزق ويجهز عليه بالحجارة حتى الموت ولاخلاف بين الصحابة في قتلة
ولكن مع ذلك إذا تاب من قبل أن يقدر عليه الحاكم تاب الله عليه ولوكانت توبته غير ممكنة لما أرسل الله نبيه لوط إلى قومه الذين كفروا وكانوا يأتون الذكران من العالمين
قال تعالى قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا
ولكن يجب أن تقطع كل علاقة وسبب ومكان يذكر بذلك الخبيث الفاجر من بني الإنسان
وانجو بنفسك ولاتكن كالشمعة تحترق لتضيء لغيرها وأحسن التوبة وابتغ النكاح الحلال وانصرف بكليتك عن تلك القاذورات الحرام
وتعرف على الصالحين من السلفيين واحفظ كتاب الله وحج واعتمر و تب توبة نصوحا بإخلاص وصدق وعزيمة على أن لاتعود فإن الله غفار لمن تاب وآمن وعمل عملا صالحا
روى البخاري في صحيحه ومسلم واللفظ له عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ فَقَالَ لَا فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ فَقَالَ نَعَمْ وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدْ اللَّهَ مَعَهُمْ وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ فَقَالَ قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ قَالَ قَتَادَةُ فَقَالَ الْحَسَنُ ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ لَمَّا أَتَاهُ الْمَوْتُ نَأَى بِصَدْرِهِ
فاطع علاقتك فورا به وغير ان استطعت المدينة والعمل وكل وسيلة اتصال به واصبر نفسك مع الذين يطلبون العلم ويعملون به يقومن الليل ويصومن النهار ويذكرون الله كثيرا ويعلمون بالحديث
وينكرون التحزب للفرق كجماعة التبليغ والإخوان والتكفير فتلك فرق رديئة وعليك بالسلفية من كان على ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|