وبعد قراءة مجريات ما وقع بين الأخ عماد و الأخ المذكور في الموضوع أحببت أن أنبه إلى بعض الأمور التي يمكن أن تساعد الإخوة المتنازعين على الصلح بإذن الله تعالى ،ولربما ظهرت لشيخنا ماهر لكنه أوجز في الإجابة لضيق وقته، فأرجوا من شيخنا إن بدى له عدم صلاحية هذه المشاركة أن يقوم بحذفها.
أولا قولك أخي " كثر عليه الزامات الاخوة بالاصلاح فلم يابه لذلك وازداد الضغط عليه مما نتج عنها ان صدرت منه مسائل اخرى " ثم بعدها قلت في ردك الثالث " اعلم شيخنا أنه صبر عليه الاخوة سنتين وهذا ان دل على شيء فانه يدل على صبر الاخوة عليه " فكيف يمكن الجمع بين الإلزام والضغط وبين الصبروالحلم خلال هذه المدة المذكورة، هذا أمر مستبعد بلا شك إن لم أقل مستحيل لأن الذي يصبر و يحلم يلزمه الابتعاد عن لغة الإلزام والضغط وإلا فالامر يصبح فيه لطم وخلط.
ثانيا والذي يأكد ما سبق، قولك وهل الهجر الذي اتخذ معه صحيح ام لا خصوصا انه كان له التاثير البالغ له عليه ونتج عنه تراجعه الاخير
فهل يجتمع الصبر مع الهجر؟ الجواب هذا محال بطبيعة الحال،
ثالثا السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم تلتجؤوا في بداية الخلاف إلى أهل العلم لفض النزاغ بدل الاستقلال بالمواقف الفردية والتي لا تخلوا في كثير من الأحيان من الإنتصار للنفس وتغليب حظوظها -كما أشار لذلك الشيخ حفظه الله- كما أنه قد تكون سبب في تعميق الخلاف بدل علاجه والواقع الذي حكيته خير دليل على ذلك، لاسيما أمور الهجر التي يرجع فيها إلى كبار العلماء، وكما يبدوا أنكم استفردتم في اتخاذكم وسيلة الهجر بدون الرجوع إليهم والإستناد إلى قولهم مما نتج عنه ما نتج ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ، وكما تلاحظ أخي، بالرغم ما وصلتم إليه من أحوال، فشيخنا يلح على الصبر والحلم والعفو، لعلمه بمفاسد المقاطعة بدون مراعاة المصالح والمفاسد، ومع أن الخلاف الراهن اعمق وأكبر بكثير مما كان عليه في البداية فرأيتم كيف كان جواب شيخنا، فكان عليكم من باب أولى وأولى الإبتعاد عن لغة الإلزام والضغط والهجر من البداية. وللشيخ كلام طيب في مواضع سابقة في مثل هذه المواقف ننصح بالرجوع إليها.
كما أنني لاحظت أنك أثبت وأكدت تراجعه بقولك " ونتج عنه تراجعه الأخير " ثم قلت في موضع آخر "
وبعد هذه الطامة نقولها بصدق شيخنا أ ن هذا الرجل قد زلت قدمه ولم يرد الرجوع الى حظيرة الحق استكبارا عن الحق واتباعا للهوى وانا لله وانا اليه راجعون " مما يأكد عدم استقراركم على حكم صريح واضح في حق تراجع أخيكم، مما يصعب معه اتخاذ قرار حاسم في حقه.
وأما قولك " يتحاشا بعض الاخوة الذين تنازع معهم" فهذا أظنه أمر متوقع منه لما تعرض له من إلزامات وضغوطات وهجر فهو يصعب عليه في بداية الأمر الرجوع إلى حاله الأولى فهذا حال المتخاصمين دائماإذ أنه بعد الصلح يصعب الإنسجام مباشرة وكما قال الشاعر ان القلوب اذا تنافر ودها , مثل الزجاجة كسرها لا يجبر
فالأفضل إمهاله الوقت الكافي لإدابة الخلاف حتى يتم نسيان ذلك و ترجع الأمور إلى مجاريها إن شاء الله تعالى
ثم بعد كل هذا فقد أجابكم الشيخ بمجالسته وإلانت القول له لكن أرى أنكم عملتم خلاف ذلك حيث جاء في قولك " توسط احد الاخوة للاصلاح بينه وبين احد الاطراف المتنازع معهم وذلك عن طريق جمعهما وتقديم الاعتذار عن السب والقدح المتجه في حقه وحق اخوانه فبعد أخذ و رد بينهما في المسائل التي أوخذت علي "
لأن هذا يدل على أنكم رجعتم إلى أسلوب الإدانة والمطالبة وليس إلى المجالسة والملاينة، وكان الأولى بك أن تأخذ كلام الشيخ وتذهب به إلى الأخ على انفراد وتخبره بفحوى هذا الجواب حتى يلين قلبه للحق وترفع عن قلبه غمامة العناد والمكابرة التي ذكرت، فأنت لم تأخذ بالدواء الذي وصفه لك الشيخ فكيف ترجوا العلاج والمعافاة ، لهذا ارجوا من أخينا أن ينقل كلام الشيخ لأخوته حتى يستوعبوه ويقبلوه وإن خالف رغبتهم لكي يتم الوفاق ويعود الود والانسجام وتصفى القلوب والنفوس وترتقي الدعوة بكم إن شاء الله تعالى لأنه ما أفسدها وأضعفها إلا مثل هذه الخلافات والنزاعات كما أنها صرفت الكثير عن طلب العلم والتفقه في دين الله وبالتالي الانشغال بالقيل والقال وكثرت الجدال إلى غير ذلك، فنرجوا من إخواننا بالتقيد بما ينصح به مشايخنا، لأنهم هم أدرى وأعلم منا في مثل هذه الأمور.
فهذا ما ظهر لي من خلال ما استعرضه اخونا أما بخصوص الأخ الذي نقل عنه تلك الأمور التي صدرت منه فلا شك أن هذا لا يليق به في حق إخوانه من تشبيهم بالكلاب وقذفهم بالخبث إلى غير ذلك من الشتائم، فنرجوا من شيخينا أن يوجه له نصيحة خاصة إليه، تكون مذكرة أياه، لعله يتراجع عن مثل هذه الأخلاق والتصرفات ويتنره عنها ويجتنبها، لأنني أظن شيخنا أن النصيحة منك سيكون لها وقع خاص علي نفسه إن شاء الله تعالى إنه على كل شئ قدير
|