لتواصلوا دعوته وإلانة القول له وتبتعدوا عن الانتصار لانفسكم فقد كان كفار قريش يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم بأشد من هذا وواصل دعوتهم ولم يهجرهم
وسبه لكم وباله عليه
وقد قال نوح
رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم وأصروا واستكبروا استكبارا ثم إني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا
فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا
فمع كونهم باقين على كفرهم ومسبتهم لربهم ماأمر الله نوح بهجرهم بل بمواصلة دعوتهم
وقد قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فبهداهم اقتده
فاصفحوا عنه وألينوا له القول وتألفوه فالدعوة لاتقبل الانتصار للنفس والهجر لايصار إليه
إلا إذا رجي رجوعه به
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|