قول السائلة في شهادتها على مالاحظته من الصفة التي يصنعنها النساء عند وضع تلك الحشوة المزورة للشعر تحته :
ففيها أمران
الأول إظهار الشعر من حيث الكثرة على غير حقيقته
والثاني أنها توضع مع الشعر المرفوع فوق الرأس
فما حكمها أحسن الله إليكم
وعلتها عدم تغطية الشعر المنسدل الظهر والأكتاف العارية فالموضة أيضا لبس الفساتين من غير أكمام البته إلا سير رفيع ومن غير ربع الصدر ونصف الظهر كله مكشوف والذهاب للأسواق يعطي صورة أوضح عن هذه الملابس النكرة
الجواب :
روى البخاري في صحيحه ومسلم عن معاوية رضي الله عنه أنه خطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتناول قصة من الشعر كانت بيد حرسي فقال أين علماءكم ياأهل المدينة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذا ويقول : إنما هلكت بنو إسرائيل لما اتخذ هذه نساؤهم ولفظ مسلم إنما عذب بنو إسرائيل لما اتخذ هذه نساؤهم 0
وفي الصحيحين واللفظ لمسلم عن سعيد بن المسيب قال قدم معاوية المدينة فخطبنا وأخرج كبة من شعر فقال ماكنت أرى أن أحدا يفعله إلا اليهود إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه فسماه الزور
وفي لفظ له إنكم قد أحدثتم زي السوء وإن نبي الله نهى عن الزور
وفي الحديث الصحيح لعن الله الواصلة والمستوصلة 0000
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما وصف مثل ذلك الوصل والذي قصد به تكثير الشعر أو تطويله زورا
علم أنه العلة في تحريم الوصل وهو التزوير والتدليس والتشبع بما لم تعطاه أمة الله وعليه فإن تلك الخرق التي توضع تحت الشعر والتي توهم كثرته من الزور والتدليس المنهي عنه
وبخاصة إذا تشبهت بالفاسقات وعلى أعلى رأسها جمعته فتلك ظلمات بعضها فوق بعض
ولو أن النساء هؤلاء قنعن بما آتاهن من فضلى فلم يجعلها قرعاء لكان خيرن لهن فكل شعر قد خلق كثرة وقلة بما يناسب جسم المرأة وصفة وجهها والله أحكم وأعلم ولكن أكثر الخلق كما يقول ابن القيم عندهم سوء ظن بخالقهم ولو رضوا بخلقته وحكمته في خلقه لحصل لهم من نعيم القلب وسروره مايربو
بهجتهم بالإستدراك على خلقته وعطاءه بمثل ذلك التزوير الأرعن0
ولايحل لبس مثل تلك الفساتين الكاسية العارية وصاحبتها داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه مرفوعا صنفان من أهل النار لم أرهما وذكر منهما نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائل لايدخلن الجنة ولايجدن ريحها فإن النص لم يفرق بين تعرين أمام الرجال أو النساء
ووآية النور بينت عورة المرأة على المرأة وأن البط والظهر ومعظم الصدر من العورة المحرمة
قال تعالى ولايبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آباءهن أو آباء بعولتهن 000إلى أن قال أو نساءهن
قال السيوطي هنا مضاف محذوف تقديره مواضع أي مواضع زينتهن أقول كالسوار تبدي من يدها عى قدره فلاتبدي منطقة الإبط والقلادة شيء من أعلى صدرها فلاتبدي معظم صدرها وظهرها والخلاخال فتبدي شيء من ساقها فلاتبدي نصف ساقها أو معظمه أو الفخذ أو تلبس ضيقا يصف حجم مفاتنها أمام النساء مما قد يولد الشهوة الشاذة بينهن إذا تركن هدي القرآن والله المستعان 0
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|