أما قيام الليل فمستحب لأن الرجل لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم هل علي غيرهن أي الفرائض الخمس قال لاإلا أن تتطوع كما في صحيح البخاري من حديث طلحة بن عبيد الله 000وأما أن يعطيه الله نعمة القرآن وحفظه ويفرط في القيام به ليثبت حفظه ويشكر ربه على تلك النعمة بالمراجعة حتى ينساه فلايراجعه زهدا أو تفريطا بلا مبالاة لالعوارض وحاجات أشغلته عياذا بالله فذلك فيه وعيد كما قال بعض الفقهاء ولكن الوعيد الوارد في مجرد نسيانه ضعيف وقد رواه أبو داود وغيره من طريق يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عِيسَى بْنِ فَائِدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ امْرِئٍ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَنْسَاهُ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَجْذَمَ
ويزيد بن أبي زياد ضعيف
ثم إذا لم يعمل به أيضا فعلى ظاهر الخبر يحصل له ذلك الوعيد المذكور في الحديث من شدخ رأسه فإن القرآن حينئذ حجة عليه فكيف يعلم الآيات الناهية والآمرة ويفهمها وقد أعطاه الله نعمة حفظها واستحضارها ومعرفتها ولايعمل بها بل يجمع إلى ذلك ترك القيام بها شكرا لله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن قيامه حتى تفطرت قدماه أفلا أكون عبدا شكورا
وتثبيتا لحفظه فذلك المعرض عن العمل بما علمه الله من القرآن فيه شبه باليهود الذين ذمهم الله قال الله تعالى فيهم مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبو ا بآيات الله والله لايهدي القوم الظالمين
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|