قول الشيخ صالح الفوزان فيما ينسبونه لأهل الحديث أنهم جامية ووهابية
العلامة الفوزان حفظه الله
حول ماقيل عن الوهابية والجامية
س : أحسن الله إليكم ، هذا سؤال جاء عن طريق الشبكة ، يقول: نسمع في خارج هذه البلاد وصف الدعوة التي قام بها الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأئمة الدعوة من بعده بالوهابية ، ووصف أهلها بالوهابيين ، ونسمع في الداخل وصف من يتمسك بها ويعتني بها بالجاميين ، وأنهم من الفرق الضالة ، ووصفهم بالمداهنة والنفاق والتفريق بين الناس ، والطعن في العلماء والدعاة ، وأنّهم عملاء ومرجئة مع الولاة ،
وقد انتشر هذا الوصف حتى أصبح بعض العامة يردّده وهو جاهل بمعناه ومدلوله ، بل بلغ ببعض الجهال أن يقرّر عقيدة ومنهج أهل السنة ، خلاف أهل السنة تقريراً بالعامة والرعاء ، ثم يدعو في خطبة الجمعة على الجاميين والناس يؤمّنون من ورائه، فآمل من فضيلتكم أحسن الله إليكم ، الإجابة على بعض الأمور ، وهي : صحة هذه التحذيرات والتسميات ، وحكم من أطلق هذه الكلمة على أحد من المسلمين ؟ أفتونا مأجورين!
ج : أمّا الوهابية : فلا نعرف شيء يقال لـه الوهابية ، إنما نعرف دعوة التوحيد ، ودعوة التوحيد ليست وهابية وإنما هي محمّدية ، دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ، محمد بن عبد الوهاب ما جاء بشيء من عنده حتى يُنسب إليه ، وإنما جاء بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو في الفقه على مذهب الإمام أحمد ، فهو حنبلي وليس وهابيا ، وإنّما هو حنبلي، وفي العقيدة على مذهب السلف الصالح ، ليس هناك ما يسمى بالوهابية ، وإنّما هذا لقب أحدثوه لينفّروا من دعوة الشيخ ، حتى يظن السامع أن الشيخ يخالف غيره من الأئمة ، وأنّه انفرد بمذهب خاص ، وهذا من الكذب والبهتان ، فليس هناك وهابية ، أما الجامية ، هذا أول مرة أسمع فيها ، ما أعرف الجامية ، ولكن هؤلاء يتنابزون بالألقاب ، كل واحد يعيّر الثاني ، أنت من كذا وأنت من كذا ، والواجب على المسلمين أن يكونون إخوة ، كونوا عباد الله إخواناً ، المسلم أخو المسلم ، لا يحقره ولا يخذله ، ولا يسلمه ، والمخالف يبيّن له الصواب ويُنصح ويدعى إلى الحق ، هذا الواجب علينا أما التنابز بالألقاب والتحذير من بعض الناس بدون دليل وبدون فهم ، نحن نطالب هذا الذي يقول الجامية أن يبيّن لنا مذهب الجامية ما هو ؟ والله إن كان مذهب الجامية باطل فنحن نرفضها ونحذّر منها ، أمّا إن كان ما فيه جامية ، ولا لهم مذهب وإنما هو تنابز بالألقاب فقط فهذا عليه أن يتوب إلى الله ويترك هذا الشيء ، لأنّه إنما يجني على نفسه ، ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ، وربّما يقول الإنسان كلمة من سخط الله يهوي بها في النار أبعد ممّا بين المشرق والمغرب ، هو يقول يتشفّى بها ، ويفرّج عن نفسه ، يروّح عن نفسه ؛ لكنّه يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب ، فعلى الإنسان أن يزن كلامه ، ولا يتكلم إلاّ بما فيه الخير والمصلحة ، ويُصلح بين الناس ، ويدعو إلى الله ، هذا المطلوب
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|