عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28-01-2006, 12:14AM
فهد بن محمد الجدعاني
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
افتراضي


بسم اللــه الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا وحبيبنا محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى أله وصحبه أجمعين

فهذه تقريرات وتعليقات
لشيخنا العلامة أسد السنة
ابوعبدالله عبدالعزيز بـن عبــدالله بن باز
رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى

على كتاب
سنن النسائي


ومع الجزء الثاني
من التعليقات النفيسة
على
كتاب الإيمان شرائعه

التعليق الثالث :-
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنن النسائي
باب صفة الإيمان والإسلام
- أخبرنا محمد بن قدامة بن جرير، عن أبي فروة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة وأبي ذر قالا:
-كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهراني أصحابه، فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل، فطلبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعل له مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه، فبنينا له دكانا من طين كان يجلس عليه، وإنا لجلوس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه إذ أقبل رجل أحسن الناس وجها، وأطيب الناس ريحا، كأن ثيابه لم يمسها دنس حتى سلم في طرف البساط فقال: السلام عليك يا محمد.
فرد عليه السلام قال: أدنو يا محمد.
قال: ادنه، فما زال يقول أدنو مرارا، ويقول له ادن حتى وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: يا محمد، أخبرني ما الإسلام؟
قال: الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت، وتصوم رمضان.
قال: إذا فعلت ذلك فقد أسلمت.
قال: نعم
قال: صدقت، فلما سمعنا قول الرجل صدقت أنكرناه.
قال: يا محمد أخبرني ما الإيمان
قال: الإيمان؟ بالله، وملائكته، والكتاب، والنبيين، وتؤمن بالقدر،
قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنت،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم،
قال: صدقت
قال: يا محمد أخبرني ما الإحسان؟
قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
قال: صدقت، قال: يا محمد، أخبرني متى الساعة؟
قال: فنكس فلم يجبه شيئا، ثم أعاد فلم يجبه شيئا، ثم أعاد فلم يجبه شيئا،
ورفع رأسه فقال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل، ولكن لها علامات تعرف بها إذا رأيت الرعاء البهم يتطاولون في البنيان ورأيت الحفاة العراة ملوك الأرض ورأيت المرأة تلد ربها، خمس لا يعلمها إلا الله {إن الله عنده علم الساعة } إلى قوله { إن الله عليم خبير} ثم قال: لا، والذي بعث محمدا بالحق هدا وبشيرا، ما كنت أعلم به من رجل منكم، وإنه لجبريل عليه السلام نزل في صورة دحية الكلبي.
قال شيخ الإسلام وحبر الأمة وياقوتة الفقهاء وبارعة المحدثين
ابوعبدالله عبدالعزيز بـن عبــدالله بن باز
:-

الحديث في الصحيحين.
في صحيح مسلم عن عمر ، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة له طرق آخرى .
حديث عظيم مشهور حديث سؤال جبرائيل عليه الصلاة والسلام لكن هذا الحديث من طريق أبي فروة .
والله بعث جبرائيل ليستفيد الناس .
لما جلس صلى الله عليه وسلم بين أصحابه لم يسألوا ، أرسل الله جبرائيل لهذه الفائدة العظيمة بيْن مرتبة الإسلام والإيمان و الإحسان .
فــالإسلام للأعمال الظاهرة لأنها تتــضمن الخضوع للــه والانقياد لأمــره وسميت إسلاماً لما فيها من الانقياد بالشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج وسائر الأعمال الظاهرة كلها يقال له إسلام .
وسمي ما يتعلق بالباطن إيماناً لأنه يتعلق بالقلوب .

ثم ذكر أشراط الساعة فما كان بالأعمال الظاهرة صار ألصق بالإسلام ، وما كان أخص بالقلوب صار ألصق بالإيمان ، من خوف الله ومحبته وتعظيمه والإخلاص له ونحو ذلك .
ولا إسلام إلاَ بالإيمان ، ولا إيمان إلاَ بالإسلام ، لا يقبل هذا إلاَ بهذا ، فمن فقد الإيمان صار منافقاً ومن فقد الإسلام ما صار مسلماً حتى يظهر الإسلام فلابد منهما ، لابد من إسلام ظاهر و إيمان باطن .
الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر والإيمان بكل ما أخبر به جل وعلا ورسوله ومع الإسلام الظاهر الذي هو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله و إقام الصلاة والزكاة والصوم والحج وسائر الأعمال الظاهرة من جهاد وغيره .
كله داخل في الإسلام والإيمان .
ولهذا إذا أطلق أحدهما دخل فيه الآخر مثل قوله تعالى ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ( يدخل فيه الإيمان وكقوله صلى الله عليه وسلم { الأيمان بضع وسبعون شعبة } يدخل فيه الإسلام .
فإذا أطلق أحدهما دخل فيه الآخر .أ.هـ


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنن النسائي
تأويل قوله عز وجل { قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا}
- أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد وهو ابن ثور قال معمر: وأخبرنا الزهري عن عامر بن سعد بن أبي وقا صلى الله عليه وسلم، عن أبيه قال:
-أعطى النبي صلى الله عليه وسلم رجالا ولم يعط رجلا منهم شيئا، قال سعد: يا رسول الله، أعطيت فلانا وفلانا ولم تعط فلانا شيئا، وهو مؤمن؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أو مسلم حتى أعاد سعد ثلاثا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: أو مسلم، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأعطي رجالا وأدع من هو أحب إلي منهم لا أعطيه شيئا، مخافة أن يكبوا في النار على وجوههم.
- أخبرنا عمرو بن منصور قال: حدثنا هشام بن عبد الملك قال: حدثنا سلام بن أبي مطيع قال: سمعت معمر عن الزهري، عن عامر بن سعيد، عن سعد
-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم قسما فأعطى ناسا ومنع آخرين، فقلت: يا رسول الله، أعطيت فلانا ومنعت فلانا وهو مؤمن؟ قال: لا تقل مؤمن، وقل مسلم. قال ابن شهاب: {قالت الأعراب آمنا}.
- أخبرنا قتيبة قال: حدثنا حماد عن عمرو، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن بشر بن سحيم
-أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن ينادي أيام التشريق: أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن وهي أيام أكل وشرب.

التعليق الرابع:-
باب
تأويل قوله تعالى (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا).
( بعد أحاديث الباب )
قال شيخ الإسلام وحبر الأمة الفقيه العلامة
ابوعبدالله عبدالعزيز بـن عبــدالله بن باز
رحمه الباري سبحانه
يتألفهم صلى الله عليه وسلم
ناس أعطاهم الله الغنى في قلوبهم والإيمان والتقوى ما تهمهم الدنيا
وناس يهمهم هذا الأمر فيعطيهم صلى الله عليه وسلم تاليفاً لقلوبهم مخافة عليهم من الردة والكفر اللهم صلى على محمد صلى الله عليه وسلم

وقوله في الحديث الثاني عن سعد ...وقالت الأعراب آمنا ) :- هذا يدل على التفرقة بين الإسلام والإيمان عند الأقتران والنبي صلى الله عليه وسلم عرف من حاله أنه مسلم وليــس بمؤمن يعني ضعيف الإيمان
من أظهر الإسلام وعنده ضعف في الإيمان يسمى مسلماً فإذا أستكمل الإيمان صار مسلماً مؤمناً
وإذا أطلق أحدهما دخل فيه الآخر
(قالت الأعراب آمنا .....)عندهم نقص ولهذا كرر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم لما قال : مؤمن قال:- أو مسلم
ثم بيَن أنه يعطي العطايا يتألف الناس يتألف من كان مسلماً ليس بكامل الإيمان مخافة أم يرتد عن دينه .
مخافة أن يقع في شر من بخله وشحه وحرصه .أ.هــ

وإلى هنا ينتهي الجزء الثاني من التعليق على كتاب الإيمان
لشيخنا العلامة الإمام
ابوعبدالله عبدالعزيز بـن عبــدالله بن باز
رحمه الله تعالى وغفرله

التعديل الأخير تم بواسطة فهد بن محمد الجدعاني ; 28-01-2006 الساعة 12:21AM
رد مع اقتباس