عقوبات الذنوب والمعاصي والتساهل في حدود الله
وموت شعور مدمن المعاصي بآثارها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
لو لم يكن من عقوبة الذنوب والتساهل في صغار الذنوب بل ادمان كبارها كالتساهل في الصلوات وعقوق الوالدين والبدع واخذ حق المسلم بالحيل والمخادعات وغير ذلك الا قلة التوفيق للطاعات وفساد الرأي الاصلح وموت القلب عن الاحساس بالذنب وحرمان الرزق لكان ينبغي للعاقل ان يجاهد نفسه بتركها كيف وفيها من العقوبات الكثيرة ما ينبغي للمسلم ترك مجرد الفكرة باقترافها
فمن عقوباتها انها تلقي البغضاء مع ادمانها في قلوب الملائكة وصالحي الخلق وذلك بعد بغض الله للعاصي
ومن ذلك كما قال شيخ الاسلام سواد في الوجه ووهن بالبدن حتى عن القيام بمهام الدنيا ومعاشها
ومن ذلك الأمراض والأعراض المانعة من جلب الارزاق
ومن ذلك تسلط الاعداء وذهاب بركة العمر والوقت وتضييعه فيما لا ينفع وذلك من علامة مقت الرب للعبد ان يشتغل فيما لا يعنيه من الكلام والفعال وهو قرينة سقوط العبد من عين ربه
ومن ذلك ضعف قيمة الدين والعلم عند العبد، حتى يستعملهما للدنيا عياذا بالله في صورة ارادة الدين وتلبيسا على العالمين ونفاقا ولو على الناس اجمعين
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: " قلة التوفيق، وفساد الرأي، وطلب الدنيا بعمل الآخرة من كثرة الذنوب" شعب الإيمان للبيهقي (6532)
وانها اذا تتبعت الذنوب على العبد بلا توبة نصوح لم يعد يكترث بالذنب فلعه يفعله وفي قلبه سرور به او يجاهربه وقد، ستره الله او يتلذذ عند ذكراه عياذا بالله
فالذنوب تهتك الهيبة من الاقدام عليه فلا يعبأ بعاقبتها وذلك الانحطاط، والتيه والشقاء والذل لو كانوا يعلمون ومع ذلك لوصدق في توبته غفر الله له ذنوبه وبدلها حسنات وزالت عنه اثار العقوبات من قلة التوفيق وانعدام الرزق وبغض الخلق وغير، ذلك كما في قصة اصحاب الجنة وذي النون
فقد خرج الترمذي من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن الحارث بن سويد حدثنا عبد الله بحديثين أحدهما عن نفسه والآخر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عبد الله :" ان المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه قال به هكذا فطار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أفرح بتوبه أحدكم من رجل بأرض فلاه دوية مهلكة معه راحلته عليها زاده وطعامه وشرابه وما يصلحه فأضلها فخرج في طلبها حتى إذا أدركه الموت قال أرجع إلى مكاني الذي أضللتها فيه فأموت فيه فرجع إلى مكانه فغلبته عينه فاستيقظ فإذا راحلته عند رأسه عليها طعامه وشرابه وما يصلحه " قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
فاللهم اصلح، قلوبنا واعمالنا وكرهنا في المعاصي وزين الايمان والطاعة بقلوبنا
ابوعبدالله ماهر بن ظافر القحطاني