الفرق بين الرد العلمي نصرة للسنة والحسد
وأنه لايشترط المجلس الخاص ما دام أُعلن الخطأ على الناس
من تلبيس إبليس وإشاعته وشياطين الإنس وتعاونهم معه في بث الإشاعة الباطلة على جمهور المسلمين إساءة الظن بالرد العلمي من أهله ووصفه بالحسد ليصد الناس عن الحق واتباع حقيقة العلم في ذلكم الأمر المردود عليه وهذا التائه الذي صار أذنا لهؤلاء لايدري لأنه لا يتدبر القرآن أن الله بنفسه رد الخطأ المخالف لما أنزل ولما يريد ولو فعله أفضل الخلق وربما خُشِن لهم في العبارة مع محبة الرب ليحصل المقصود ففي بيان الحق في قضية العفو عن الأسرى وكان الأصح قتلهم والتشريد بمن وراءهم ادبهم ربهم وهو العليم الحكيم فأحسن تأديبهم فقال سبحانه( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )[سورة اﻷنفال 67]ثم قال جل وعز( لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )[سورة اﻷنفال 68]
وكذلك نبينا رد ووبخ أفاضل الناس عند قيام مقتضى العلم والحكمةلما عير بعض الصحابة رجل بأمه فقال يابن السوداء فقال أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية فأين تلكم القلوب البيضاء الطاهرة الموحدةلرب الأرض والسماء من الحسد!فحاشاهم صلى الله على نبينا ورضي عنهم
فقد رد الصحابة أيضا فقالت عائشة أخطأ ابن عمرو قال علي لعثمان كما في الموطأ لما نهى عن المتعة لا أراك إلا تنهى عن شيء فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بهما
ورد الامام أحمد ومالك وأئمة الدين وقال مالك ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر يعني العصمة للنبي صلى الله عليه وسلم
فيلبس الشيطان على بعض الناس ويجعل صدورهم تضيق عن الرد و بدل شكر الراد لبيان الحق بدليله يبعث في انفسهم شبهة كي لايصدقوه و لا ينتفعوا بالحق ...أنه إنما رد حسدا لانه رأى له قبول وكثرة حضور وغير ذلك من تلبيسات ابليس القائل في التلبيس و الوسوسة (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)[سورة اﻷعراف 17]وقبلها :(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)[سورة اﻷعراف 16]
وكان نبينا يحذر من سوء الظن فيقول كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة إياكم وسوء الظن فإنه أكذب الحديث وقال لرجل من اصحابه قتل مشركا نطق بالشهادة انما قالها ليتق السيف قال هلا شققت عن قلبه..
فلتتسع صدورنا للنقد والعلم ولا تضيق بالجهل والعند الذي يولده الشيطان للصد عن الحق وسبيل الرحمن
وكان نبينا يرد اذا ظهر الغلط حتى على من انتسب للدعوة في كلامه والخير ما دام ظهر القول الخاطيءولا يشترط ان يسبق الرد مناصحة خاصة ففي صحيح مسلمعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ أَنَّ رَجُلًا خَطَبَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ،" فصحح له أمام الناس فقال قُلْ : وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ : " فَقَدْ غَوِيَ ".
والعجيب من هؤلاء يقبلون رد الغلط علانية في مشهد الإمام اذا سبق لسانه ونسي أية او القى كلمة فغلط بحديث فحرف لفظه وغير معناه سهوا ولا يحبون ذلك لشخص يحبونه غلط أمام الملايين فهل المنزع حب الشخص ام حب الله والحق فاذا كانت الثانية فليفرح ببيان الحق بدليله فانه لايفلح الظالمون
اللهم نسألك حب الحق اذا تبين وحبك سبحانك وحب من يحبك ويدافع عن حقيقة شريعتك بعلم وكلنا ذاك الرجل ..يخطيء ويصيب ولكن الحق ضالتنا وجزى الله خيرا امرءا أهدى إلي عيوبي وكفى بالمرء نبلا أن تعد معائبه..فلم تَكثُر حتى لايكاد يحيط بها محصي وإن من كتم علما وهو يعلمه فترك اذاعته مجاملة وقد قام المقتضي لبيانه الجم يوم القيامة بلجام من نار قال تعالى(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ)[سورة آل عمران 187]
أبوعبدالله ماهر بن ظافر القحطاني