الباب الأول:
كتاب التوحيد
كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد
تأليف: شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
" الحمد لله، وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم ". 1.
كتاب التوحيد
وقول الله تعالى: {وََمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} 2.
وقوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} 3.
وقوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} 4. وقوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} ، وقوله: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} 5.
قال ابن مسعود: "من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} 6 - إلى قوله {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً} الآية 7.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: "كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي: يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟ 8 قلت: الله ورسوله أعلم. قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا. قلت: يا رسول الله، أفلا أبشر الناس؟ قال لا تبشِّرهم فيتكلوا" أخرجاه في الصحيحين.
فيه مسائل،
الأولى:الحكمة في خلق الجن والإنس.
الثانية:أن العبادة هي التوحيد، لأن الخصومة فيه.
الثالثة:أن من لم يأت به لم يعبد الله. ففيه معنى قوله: {وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} 9.
الرابعة:الحكمة في إرسال الرسل.
الخامسة:أن الرسالة عمت كل أمة.
السادسة:أن دين الأنبياء واحد.
السابعة:المسألة الكبيرة: أن عبادة الله لا تحصل إلا بالكفر بالطاغوت ففيه معنى قوله: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} 10.
الثامنة:أن الطاغوت عام في كل ما عُبد من دون الله.
التاسعة:عظم شأن ثلاث الآيات المحكمات في سورة الأنعام عند السلف، وفيها عشر مسائل. أولها: النهي عن الشرك.
العاشرة:الآيات المحكمات في سورة الإسراء، وفيها ثمانية عشر 11
مسألة، بدأها الله بقوله: {لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً} 12 وختمها بقوله: {وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً} 13 ونبهنا الله سبحانه على عظم شأن هذه المسائل بقوله: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ} 14.
الحادية عشرة:آية سورة النساء التي تسمى: آية الحقوق العشرة، بدأها الله تعالى بقوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} 15.
الثانية عشرة:التنبيه على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته.
الثالثة عشرة:معرفة حق الله علينا.
الرابعة عشرة:معرفة حق العباد عليه إذا أدوا حقه.
الخامسة عشرة:أن هذه المسألة لا يعرفها أكثر الصحابة.
السادسة عشرة:جواز كتمان العلم للمصلحة.
السابعة عشرة:استحباب بشارة المسلم بما يسره.
الثامنة عشرة:الخوف من الاتكال على سعة رحمة الله.
التاسعة عشرة:قول المسؤول عما لا يعلم " الله ورسوله أعلم ".
العشرون:جواز تخصيص بعض الناس بالعلم دون بعض.
الحادي والعشرون:تواضعه صلى الله عليه وسلم لركوب الحمار، مع الإرداف عليه.
الثاني والعشرون:جواز الإرداف على الدابة 16.
الثالث والعشرون:فضيلة معاذ بن جبل.
الرابع والعشرون:عظم شأن هذه المسألة 17.
1 هذه الجملة في بعض النسخ دون بعض. وفي إحدى النسخ المخطوطة زيادة: "وبه أستعين, ولا حول ولا قوة إلا بالله".
2 سورة الذاريات آية: 56.
3 سورة النحل آية: 36.
4 سورة الإسراء آية: 24.
5 سورة الأنعام آية: 153.
6 الترمذي: تفسير القرآن (3070) .
7 هذا الأثر رواه الترمذي وحسنه, وابن المنذر, وابن أبي حاتم والطبراني بنحوه.
8 في بعض النسخ الخطية والمطبوعة: (فقلت) .
9 سورة الكافرون آية: 3.
10 سورة البقرة آية: 256.
11 هكذا بالأصل; والصواب ثماني عشرة.
12 سورة الإسراء آية: 22.
13 سورة الإسراء آية: 39.
14 سورة الإسراء آية: 39.
15 سورة النساء آية: 36.
16 في إحدى النسخ الخطية زيادة: "إذا كانت تطيق ذلك".
17 في إحدى النسخ الخطية: "المسائل".