عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-01-2017, 07:56AM
أبو عبدالله يسري البديني أبو عبدالله يسري البديني غير متواجد حالياً
إداري - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
المشاركات: 9
افتراضي لا تكـن من أعـوان الشيطـان لفضيلة الشيخ ماهر القحطاني - منقول بواسطة يسري السُقداني

لا تكـن من أعـوان الشيطـان

واحذر تلبيس إبليس على العوام والمبتدئين ، حتى لا يكون ذوي العلم عندهم من الساقطين ، و يكونوا عنهم نافرين ... وليسوا منهم بمستفيدين ولا من النار من الناجين .

🌱🌱 بسم الله الرحمن الرحيم 🌱🌱

إحذر أيها السالك طريق النجاة.. من تلبيس إبليس وأعوانه من البشر ولو كانوا مسلمين ، بالتنفير عن أهل العلم والفضل وذويه ... لزلة غير معتبرة في رد علمهم والامتناع عن الأخذ عنهم كزلة بآية زل بنطقها.. بسبق لسان ، و كجملة في درسه وخطابه لحن فيها لغفلة إنسان ، أو زل بإملاء ، أو شدد بموضع ينبغي أن يلين فيه الكلام ... أو أمر لا يسلم منه بشر من ذوي الهيئات والمروءات من بني عباد الرحمن أن يطيش بك الكلام فتوميء عند خلق الله إلى تنزيل قدره والصد عن الأخذ من علمه الذي ينقله عن الله و رسوله و السلف الصالح ، فتكون بهذا متبعاً لخطوات الشيطان ، و هو مسلك الخوارج والحدادية مع أهل العلم ، وذلك باسقاطهم بلا موجب شرعي ، إما بزلة يضخِّمونها حتى تكون كفراً أو كالكفر ، أو بهتاناً يصيرون صاحَبه كالملحد المُكذب بالرحمن ، أو المبتدع الشرير الضال ذو البغي والطغيان ، فيعاملون صاحب السنة والعلم معاملة من كفر أو ضل السبيل ، أو نشر البدع وكان من أهل الحدث في الدين والمذمة ، والظلم ظلمات يوم القيامة.

ومن أشده (النميمة) والتي من شأنها تبغيض قلوب الناس في أهل العلم ، فمن فعل ذلك فقد قطع طريق العلم والرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي جاءت من طريقه فانشدكم بالله لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا وحمل إليه عسكر التوحيد والسنة رجل يقع في ذوي العلم ويؤذيه بالغيبة والنميمة والتشنيع والتشغيب عليه وصد الناس عنه بلا موجب شرعي ، مع سلامة معتقده ومنهجه وضبط ماينقله عن الله ورسوله ، وبما لا يرجح به الصد عنه ، و خصوصاً في زمان أحوج مايكون الناس إليه ، ليعلمهم ماينفعهم في دينهم من السنن النبوية وآثار الصُحبة المَرْضِية ، وأيضل في ظل تفشي الشرك والبدع والمنكرات ، وقلة المبين عن الله والرسول صلى الله عليه وسلم..
أَلَيْس يُتَصور مِنْه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم أن يغضب أشد الغضب ؟
فقد بعث معاذاً إلى اليمن معلماً فلو بلغه أنه كلما عَلَّم أحد صد صاد الناس عنه
أَلَيْس يغضب ؟
فحذاري عباد الله أن يكون أحدُنا من أعوان إبليس يستعمل لسانه ليصد الناس عن العلم بالتدليس ويشككهم في أهله بالتلبيس فيروِّج الصد عنه على الناس فيُحْرَمُوا العلم المنُجْي من عذاب رب النَّاس
قال الذهبي رحمه الله :
ولو اسقطنا العالم بالزلة والزلتين ...
(اي غير المعتبرة عند أهل العلم باسقاطه).
لاسقطنا أُناس مثل ابن مَنْدة ، فلكل جواد كبوة ولكل فارس عثرة ....
قال ابن القيم رحمه الله : وهؤلاء الذين يصدون الناس عن معلمي الحديث و الخير .. تارة بذكر عيب في الدرس أو المعلم ، هم في الحقيقة من أعوان ابليس....
وروى الخطيب البغدادي رحمه الله :
في كتاب الفقيه والمتفقه بسنده الى ابن عباس رضي الله عنهما :
من أذى فقيها فقد أذى الرسول صلى الله عليه وسلم .

وقالَ إِمامُ العربيةِ الكَسائي رَحِمَهُ الله :
صَلّيتُ بهارونَ الرشيد، فأَعْجَبَتني قِراءَتي، فَغَلِطتُ
في آيةٍ ما أخطأَ فيها صَبيٌ قَط، أردتُ أنْ أقولَ: "لعلَّهم
يَرجِعون" فقلت: "لعلَّهم يرجعين" قال : فوالله ما اجترأ هارون أنْ يقولَ لي: أخطأت، ولكنّهُ لما سَلَّمتُ قال لي: يا كسائي! أيُّ لُغَةٍ هذه؟ قُلتْ ياأميرَ المؤمنين ! قَدْ يَعثُرُ الجَواد، فقال : أما هذا فنعم.
عَلّقَ الحافظُ الذهبي في سِيَر أعلامِ النُبلاء (376/14)
على الحكاية قائِلاً : "مَنْ وَعى عَقلُهُ هذا الكلام عَلِمَ أنَّ العالِمَ مَهما عَلا كَعبُهُ، وبَرَّزَ في العِلم ، إلا أنّه لا يَسلَمُ مِن أخطاءَ وزَلات ، لا تَقدَحُ في عِلمِه، ولا تَحطُّ مِن قَدرِه، ولا تُنقِصُ مَنزِلَتَه . ومَن حَمَلَ أخطاءَ أهلِ العِلم والفَضلِ على هذا السبيل حُمِدَت طَريقَتُه، وشُكِرَ مَسلَكُه، ووُفّقَ للصواب " أهـ .
وهذه المعاملة تكون لصاحب السُّنة من أهل العلم المتبع
للآثار الهاجر للبدع ونشْرها.
وأما صاحب البدعة والدعوة إليها...كمن زرع الفتن في الناس والإلحاد ، كقول من يذم الصحابة ويأمر بالثورات والخروج على السلطان بلسان أو سنان وروج لسفك الدماء المعصومة ، أو ابتدع في أصل من أصول الشريعة كالمتصوفة والجهمية والخوارج والمرجئة والرافضة الشيعة ، ودعا الناس وفرَّقهم عن الشريعة فلا و لا كرامة ، فاذا قويت السنة و أهلها فيجب التحذير منه وبيان حاله ، وكذلك من ضَعُف عِلْمه واختلط خبره .
ودخل رجل على الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
وهو يقول فلان ضعيف.. فلان كذا.. فقال تغتاب العلماء فقال : هذه نصيحة وليست غيبة وقال في رجل واعظ يُبْكِي النَّاس فيتوبوا وكان اسمه الحارث المحاسبي (لاتجالسوه إنه مبتدع) لما لحظ عليه تمشعرا ..أوتصوفا فهذا لون...
وغيبة ذوي العلم من أهل الحق والسنة الفاضحين لأهل البدع والمذمة لون آخر .

... فلا تختلط الأوراق ...

فاللهم بصرنا بفضل أهل العلم وارزقنا حبهم وبغض
من صد عن طريقهم
فاللهم اشغله بنفسه وسلط عليه من يشتت أمره
ويخزي رايته.... أمين


كتبه/ أبوعبد ماهر بن ظافر القحطاني
رد مع اقتباس