بسم الله الرحمن الرحيم
[[ الإمداد بتيسير شرح الزاد
شرح على زاد المستقنع
بتحليل ألفاظه وتقريب معانيه ]]
الإمداد بتيسير شرح الزاد
للشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله -
كتاب الصيام
المتن :
فصل
و من جامع في نهار رمضان في قبل أو دبر فعليه القضاء و الكفارة .
الشرح :
ما يوجب القضاء و الكفارة :
تقدم أن مبطلات الصوم تنفسم إلى قسمين : قسم يوجب القضاء فقط و قسم يوجب القضاء و يوجب الكفارة و هو الجماع في نهار رمضان .
قال : (و من جامع في نهار رمضان في قبل أو دبر فعليه القضاء و الكفارة ).
فمن جامع و هو صائم في نهار رمضان وجب عليه التوبة إلى الله لأنه انتهك حرمة الصيام و تعدى حدود الله ووجب عليه قضاء اليوم الذي جامع فيه لأنه أبطل الصيام الذي جامع فيه و يجب عليه الكفارة المغلظة و هي عتق رقبة مؤمنة فإن لم يجد فإنه يصوم شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإنه يطعم ستين سكيناً .
و ذلك لأن رجلا جاء إلى النبي ﷺ فقال يا رسول الله هلكت و أهلكت قال : (( و ما أهلكك )) قال : وقعت على أهلي في نهار رمضان و أنا صائم فقال له النبي ﷺ : (( هل تجد ما تعتق رقبة )) قال : لا قال ( هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين) قال لا ثم قال له النبي ﷺ اجلس فجلس فجيء النبي ﷺ بعرق فيه تمر – يعني : زمبيلاً فيه تمر فقال له النبي ﷺ ( خذ هذا فتصدق به ) فقال : أعلى أفقر منا ما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا قال : خذه أطعمه أهلك .
فدل هذا على وجوب الكفارة على من جامع في نهار رمضان و أنها مثل كفارة الظهار المذكوره في قوله تعالى : (( وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۚ ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ)
---------------------
الامداد بتيسير شرح الزاد
شرح على زاد المستقنع
( ج٢ - ص ٣٦٧ -٣٦٨ )