بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين)
للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ
15- باب المحافظة عَلَى الأعمال
قَالَ الله تَعَالَى : ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ ﴾ [ الحديد (16) ] .
قوله تعالى : ﴿ أَلَمْ يَأْنِ ﴾ ، يعني ألم يحن .
قيل : نزلت في شأن الصحابة لما أكثروا المزاح .
وَقالَ تَعَالَى : ﴿ وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الأِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ﴾ [ الحديد (27) ] .
الرهبانية التي ابتدعوها : رفض النساء : واتخاذ الصوامع .
وفيه : تنبيه على أنَّ مَن أوجب على نفسه شيئًا لزمه .
وَقالَ تَعَالَى : ﴿ وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً ﴾ [ النحل (92) ] .
وهي امرأة حمقاء من أهل مكة ، كانت تغزل طول يومها ثم تنقضه .
قال الخازن : والمعنى : أن هذه المرأة لم تكف عن العمل ، ولا حين عملت كفت عن النقض ، فكذلك من نقص عهده لا تركه ، ولا حين عاهد وفَى به . انتهى .
والآية عامة في كل من أبطل عمله .
وَقالَ تَعَالَى : ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [ الحجر (99) ] .
أي : دُمْ على عبادة ربك حتى يأيتك الموت .