بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين)
للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ
[143] وعن أنس رضي الله عنه قَالَ : جَاءَ ثَلاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أزْوَاجِ النَّبيّ ﷺ ، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبيّ ﷺ ، فَلَمَّا أُخْبِروا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا
وَقَالُوا : أَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبيِّ ﷺ قدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأخَّرَ .
قَالَ أحدُهُم : أمَّا أنا فَأُصَلِّي اللَّيلَ أبداً .
وَقالَ الآخَرُ : وَأَنَا أصُومُ الدَّهْرَ وَلا أُفْطِرُ .
وَقالَ الآخر : وَأَنا أعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلا أتَزَوَّجُ أبَداً .
فجاء رسولُ الله ﷺ إليهم ،
فَقَالَ : « أنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا ؟ أَمَا واللهِ إنِّي لأخْشَاكُمْ للهِ ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ ، لَكِنِّي أصُومُ وَأُفْطِرُ ، وأُصَلِّي وَأَرْقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّساءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي » . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
الخشية : خوفٌ مقرون بمعرفة . قال الله تعالى : ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [ فاطر (28) ] .
وكان النبي ﷺ يفطر ليتقوَّى على الصوم ، وينام ليتقوَّى على القيام ، ويتزوَّج لكسر الشهوة وإعفاف النفس .
وفي الحديث : النهي عن التعمُّق في الدين والتشبه بالمبتدعين .