بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين)
للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ
[117] الأول : عن أبي ذر جُنْدبِ بنِ جُنَادَةَ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ : يَا رسولَ الله، أيُّ الأعمالِ أفْضَلُ ؟ قَالَ : « الإيمانُ باللهِ وَالجِهادُ في سَبيلِهِ » .
قُلْتُ : أيُّ الرِّقَابِ أفْضَلُ ؟
قَالَ : « أنْفَسُهَا عِنْدَ أهلِهَا وَأكثَرهَا ثَمَناً » .
قُلْتُ : فإنْ لَمْ أفْعَلْ ؟
قَالَ : «تُعِينُ صَانِعاً أَوْ تَصْنَعُ لأَخْرَقَ » .
قُلْتُ : يَا رَسُول الله ، أرأيْتَ إنْ ضَعُفْتُ عَنْ بَعْضِ العَمَلِ ؟
قَالَ : « تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ ؛ فإنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ » . مُتَّفَقٌ عليه .
« الصَّانِعُ » بالصاد المهملة هَذَا هُوَ المشهور ، وروي « ضائعاً »
بالمعجمة : أي ذا ضِياع مِنْ فقرٍ أَوْ عيالٍ ونحوَ ذلِكَ ، « وَالأَخْرَقُ » : الَّذِي لا يُتقِنُ مَا يُحَاوِل فِعلهُ .
في هذا الحديث : بيان كثرة طرق الخير ، وأن الإنسان إذا عجز عن خصلة من خصال الخير قدرعلى الأُخرى ، فإذا عجز عن ذلك كفَّ شرّه عن الناس . وما لا يُدرك كلّه لا يترك جُلُّه .