بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين)
للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ
[110] السادس عشر : عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ آيةُ الصَّدَقَةِ كُنَّا نُحَامِلُ عَلَى ظُهُورِنَا ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَتَصَدَّقَ بِشَيءٍ كَثيرٍ ، فقالوا : مُراءٍ ، وَجَاءَ رَجُلٌ آخَرُ فَتَصَدَّقَ بِصَاعٍ ، فقالُوا : إنَّ اللهَ لَغَنيٌّ عَنْ صَاعِ هَذَا ! فَنَزَلَتْ : ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاجُهْدَهُمْ ﴾ [ التوبة (79) ] . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
وَ« نُحَامِلُ » بضم النون وبالحاء المهملة : أي يحمل أحدنا عَلَى ظهره بالأجرة ويتصدق بِهَا .
قوله : ( لما نزلت آية الصدقة ) قال الحافظ : كأنه يشير إلى قوله تعالى : ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ﴾ الآية [ التوبة (103) ] .
قوله : « وجاء رجل فتصدَّق بصاع » ، وكان تحصيله له بأن أجّر نفسه على النزع من البئر بصاعين من تمر ، فذهب بصاع لأهله وتصدَّق بالآخر .
وفي هذا : أنَّ العبد يتقرب إلى الله بجهده وطاقته ، وحسب قدرته واستطاعته .