بسم الله الرحمن الرحيم
[[ الإمداد بتيسير شرح الزاد
شرح على زاد المستقنع
بتحليل ألفاظه وتقريب معانيه ]]
المتن تأليف
العلامة شرف الدين موسى بن أحمد الحجاوي رحمه االله
المتوفى سنة 968هـ
الشرح عمل
فضيلة الشيخ العلامة
الدكتور صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة والإفتاء
[ المجلد الثاني ]
المتن :
"كتاب الصيام"
الشرح :
( كتاب الصيام ) لما فرغ المؤلف رحمه الله من كتاب الزكاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام انتقل إلى الركن الثالث و هو الصيام فإن صوم شهر رمضان هو أحد أركان الإسلام .
و ( الصيام ) في اللغة : الإمساك يقال للساكت عن الكلام ( صائم ) قال تعالى عن مريم (( فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسيا )
و كذلك الممسك عن المشي يقال له صائم كما قال الشاعر :
خيل صيام و أخرى غير صائمة
تحت العجاج و أخرى تعلك اللجما
فالخيل الصيام يعني : الواقفة عن العدو
و أما في الشرع فالصيام هو الإمساك عن الأكل و الشرب و سائلا المفرات بنيه من طلوع الفجر إلى غروب الشمس
و هو ينقسم إلى قسمين :
صوم واجب : كصيام شهر رمضان و صوم الكفارة و صوم النذر
و صيام مستحب : كصيام يوم الخميس و الأثنين من كل أسبوع و ثلاثة أيام من كل شهر و ست من شوال إلى غير ذلك من أنواع صوم التطوع .
و الصيام في الشرع الذي هو ترك الشهوات من المآكل و المشارب و الاستمتاع بالزوجات و غير ذلك فيه امتحان للعبد حيث يتغلب الإنسان على شهواته و على نفسه الأمارة بالسوء فإنه يترك أحب شي إليه و ربما يكون في أشد الحاجه إليه كالأكل و الشرب و غير ذلك من الامور التي يتركها و نفسه تحبها و تميل إليها أو هو محتاج إليها فيتركها طاعةً لله و لهذا قال سبحانه و تعالى في الحديث القدسي : (( الصوم لي و أنا أجزي به يترك شهوته و طعامه و شرابه من أجلي للصائم فرحتان: فرحة عند فطره و فرحه عند لقاء ربه و لخلوف فم الصائم أطيبب عند الله من ريح المسك )) .
فالصائم حصل على هذه الميزات كذلك الصيام حصل على هذه الميزات من بين سائر الأعمال بما يختص به الصيام من الأسرار العظيمة التي أجلها و أعظمها خوف الله و تقديم طاعته على طاعة النفس و الهوى.
-------------------
الامداد بتيسير شرح الزاد
شرح على زاد المستقنع ( ص ٣٣٣-٣٣٥ )
TarbiaTasfia@