بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين)
للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ
[91] الخامس : عن أنس رضي الله عنه : أنَّ رسول الله ﷺ أخذ سيفاً يَومَ أُحُدٍ ، فَقَالَ : « مَنْ يَأخُذُ منِّي هَذَا ؟ » فَبَسطُوا أيدِيَهُمْ كُلُّ إنسَانٍ مِنْهُمْ يقُولُ : أَنَا أَنَا .
قَالَ : « فَمَنْ يَأخُذُهُ بحَقِّه ؟ » فَأَحْجَمَ القَومُ فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ ﷺ : أنا آخُذُهُ بِحَقِّهِ ، فأخذه فَفَلقَ بِهِ هَامَ المُشْرِكِينَ . رواه مسلم .
اسم أبي دجانةَ : سماك بن خَرَشة . قوله : «أحجَمَ القَومُ » : أي توقفوا . وَ« فَلَقَ بِهِ » : أي شق . « هَامَ المُشرِكينَ » : أي رُؤُوسَهم .
في هذا الحديث : المبادرة إلى قتال المشركين بالجد إذا أمكن ذلك .
وفي بعض السير عن الزبير قال : وجدت في نفسي حين سألت النبي ﷺ السيف فَمُنِعْتُهُ ، وأعطاه أبا دجانة ، فقلت : والله لأنظرن ما يصنع فاتّبعته ، فأخذ عصابة حمراء فعصب بها رأسه ، فقالت الأنصار : أخرج أبو دجانة عصابة الموت . فخرج وهو يقول :
أنا الذي عاهدني خليلي ( ونحن بالسفح لدى النخيل
(أَلا أقوم الدهر في الكيول ( أضرب بسيف الله والرسول
(فجعل لا يلقى أحدًا إلا قتله .