بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين)
للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ
[86] وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُول الله ﷺ : «قَارِبُوا وَسَدِّدُوا ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِنْكُمْ بعَمَلِهِ » قالُوا : وَلا أَنْتَ يَا رَسُول الله ؟ قَالَ : « وَلا أنا إلا أنْ يَتَغَمَّدَني الله برَحمَةٍ مِنهُ وَفَضْلٍ » . رواه مسلم .
وَ« المُقَاربَةُ » : القَصدُ الَّذِي لا غُلُوَّ فِيهِ وَلا تَقْصيرَ ، وَ« السَّدادُ » : الاستقامة والإصابة . وَ« يتَغَمَّدني » : يلبسني ويسترني .
قَالَ العلماءُ : مَعنَى الاستقامَةِ لُزُومُ طَاعَةِ الله تَعَالَى ، قالوا : وهِيَ مِنْ جَوَامِعِ الكَلِم ، وَهِيَ نِظَامُ الأُمُورِ ؛ وبِاللهِ التَّوفِيقُ .
في هذا الحديث : دلالةٌ على أنه ليس أحد من الخلْق يقدر على توفية حق الربوبية . لقوله ﷺ : « ولا أنا ، إلا أن يتغمَّدني الله برحمة منه وفضل » .
ولكن الأعمال سببٌ لدخول الجنة . كما قال تعالى : ﴿ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [ النحل (32) ] ، والتوفيق للأعمال الصالحة من فضل الله ورحمته .