بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين)
للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ
[77] الرابع : عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النَّبيّ ﷺ قَالَ : « يَدْخُلُ الجَنَّةَ أَقْوامٌ أفْئِدَتُهُمْ مِثلُ أفْئِدَةِ الطَّيرِ » . رواه مسلم .
قيل : معناه متوكلون ، وقيل : قلوبهم رَقيقَةٌ .
هذا الحديث أصلٌ عظيم في التوكل .
وحقيقته : هو الاعتماد على الله عزَّ وجلّ في استجلاب المصالح ودفع المضار .
قال سعيد بن جبير : التوكُّل جماع الإِيمان .
واعلم أنَّ التوكُّل لا ينافي السعي في الأسباب ، فإنَّ الطير تغدو في طلب رزقها . وقد قال الله تعالى : ﴿ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا ﴾ [ هود (6) ] .
قال يوسف بن أسباط : كان يقال : اعمل عمل رجل لا ينجيه إلا عمله ، وتوكَّل توكُّل رجل لا يصيبه إلا ما كُتب له .
وفي حديث جابر عن النبي ﷺ : « لن تموتَ نفس حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، خذوا ما حلَّ ودعوا ما حرم » .