بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين)
للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ
وَ قالَ تَعَالَى : ﴿ وَ مَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ﴾ [ الطلاق (2 ، 3) ].
قال ابن كثير : أي : ومن يتق الله فيما أمره به وتركَ ما نهاه عنه يجعل له من أمره مخرجًا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب ، أي : من جهة لا تخطر بباله .
وفي ( المسند ) عن ابن عباس قال : قال رسول الله ﷺ : « من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل همٍّ فرجًا ، ومن كل ضيقٍ مخرجًا ، ورزقه من حيث لا يحتسب » .
وَقالَ تَعَالَى : ﴿ إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [ الأنفال (29) ] والآيات في البابِ كثيرةٌ معلومةٌ .
قال ابن إسحاق : فرقانًا : أي : فصلاً بين الحق والباطل .
قال ابن كثير : فإنَّ من اتقى الله بفعل أوامره وترك زواجره ، وُفِّقَ لمعرفة الحق من الباطل ، فكان ذلك سببَ نصره ونجاته ، ومخرجه من أمور الدنيا ، وسعادته يوم القيامة ، وتكفير ذنوبه ، وهو محوها وغفرها وسترها عن الناس ، وسببًا لنيل ثواب الله الجزيل .