بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين)
للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ
[66] السابع : عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه عن النَّبيّ ﷺ قَالَ : « الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ ، وَعَمِلَ لِمَا بعدَ المَوتِ ، والعَاجِزُ مَنْ أتْبَعَ نَفْسَهُ هَواهَا وَتَمنَّى عَلَى اللهِ » . رواه الترمذي ، وَقالَ : « حديث حسن » .
قَالَ الترمذي وغيره من العلماء : معنى « دَانَ نَفْسَهُ » : حاسبها .
الكَيِّس : العاقل ، وهو الذي يمنع نفسه عن الشهوات المحرمة ويعمل بطاعة الله تعالى .
والعاجز : هو التارك لطاعة الله المتمنِّي على الله . قال تعالى : ﴿ لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً * وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً ﴾ [ النساء (123 ، 124) ] .
[67] الثامن : عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُول الله ﷺ : « مِنْ حُسْنِ إسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ » . حديث حسن . رواه الترمذي وغيرُه .
هذا الحديث أصل عظيمٌ من أصول الأدب
.
قيل للقمان : ما بلغ بك ما نرى ؟ قال : صِدْقُ
الحديث ، وأداء الأمانة ، وترْكُ ما لا يعنيني .
وقال سهل بن عبد الله التُّسْتَري : مَن تكلَّم فيما لا يعنيه حُرم الصدق .
ورُوي عن النبي ﷺ أنه قال : « أول من يدخل عليكم رجل من أهل الجنة » ، فدخل عليهم عبد الله بن سلام ، فقام إليه ناسٌ فأخبروه ، وقالوا له : أخبرنا بأوثق عملك في نفسك ؟ قال : إن عملي لضعيف ، وأوثق ما أرجو به سلامة الصدر ، وتركي ما لا يعنيني .
قال الغزالي : حدُّ ما لا يعنيك في الكلام : أنْ تتكلَّم بما لو سَكَتَّ عنه لم تأثم ، ولم تتضرر حالاً ولا مآلاً .