بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين)
للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ
[31] وعن أنس رضي الله عنه قَالَ : مَرَّ النَّبيُّ ﷺ بامرأةٍ تَبكي عِنْدَ قَبْرٍ ، فَقَالَ :
« اتّقِي الله واصْبِري »
فَقَالَتْ : إِليْكَ عَنِّي ؛ فإِنَّكَ لم تُصَبْ بمُصِيبَتي وَلَمْ تَعرِفْهُ ، فَقيلَ لَهَا : إنَّه النَّبيُّ ﷺ فَأَتَتْ بَابَ النَّبيِّ ﷺ ، فَلَمْ
تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابينَ ،
فقالتْ : لَمْ أعْرِفكَ ،
فَقَالَ : « إنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولى » .
مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
وفي رواية لمسلم : « تبكي عَلَى صَبيٍّ لَهَا » .
في هذا الحديث :
أَن ثواب الصبر إِنَّما يحصل عند مفاجأة المصيبة ، بخلاف ما بعدها ، فإن صاحبها يسلو كما تسلو البهائم .
[32] وعن أبي هريرة رضي الله عنه :
أنَّ رسولَ الله ﷺ قَالَ :
« يَقُولُ اللهُ تَعَالَى : مَا لعَبدِي المُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ إلا الجَنَّةَ » .
رواه البخاري .
هذا من الأحاديث القدسية ،
وفيه : أَنَّ مَنْ صبر على المصيبة واحتسب
ثوابها عند الله تعالى ، فإنَّ جزاءه الجنَّة .