الموضوع: [متجدد] تطريز رياض الصالحين
عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 04-02-2016, 11:55PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ




3- باب الصبر

قَالَ الله تَعَالَى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا ﴾ [ آل عمران (200) ] .

الصبر ثلاثةُ أَنواع : صبرٌ على طاعة الله ، وصبرٌ عن محارم الله ، وصبرٌ على أقدار الله . وقد أَمر الله تعالى بالصبر على ذلك كله .

وقوله تعالى : ﴿ وَصَابِرُوا ﴾ أي : غالبوا الكفار بالصبر فلا يكونوا أَشدَّ صبرًا منكم ، فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون .

وقوله تعالى : ﴿ وَرَابِطُوا ﴾ أي : أقيموا على الجهاد . قال ﷺ : « رباطُ يوم في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها » .


وقال ﷺ : « أَلا أَدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات » ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : « إِسباغ الوضوء على المكاره ، وكَثْرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة . فذلكم الرباط ، فذالكم الرباط » .


وقال تَعَالَى : ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [ البقرة (155)] ،

على البلايا والرزايا بالذكر الجميل والثَواب الجزيل .



وَقالَ تَعَالَى : ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب ﴾ [ الزمر (10) ] .

أي : بغيرِ مكْيالٍ ، ولا وزن ، فلا جزاء فوق جزاء الصبر .

وَقالَ تَعَالَى : ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ﴾ [الشورى (43) ] .

أي : مَنْ صبر فلم ينتصر لنفسه وتجاوز عن ظالمه ، فإِن ذلك من الأمور المشكورة ، والأفعال الحميدة .




وَقالَ تَعَالَى: ﴿ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [ البقرة (153) ]

أي : استعينوا على طلب الآخرة بحبس النَّفْس عن المعاصي ، والصبر على أداء الفرائض ، فإنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ﴿ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ ﴾ أي : ثقيلة ﴿ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ أي : المؤمنين حقًّا .




وَقالَ تَعَالَى : ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ ﴾ [ محمد (31) ] ، وَالآياتُ في الأمر بالصَّبْر وَبَيانِ فَضْلهِ كَثيرةٌ مَعْرُوفةٌ .

أي : ولنختبرنكم بالتكاليف حتى يتميز الصادق في دينه من الكاذب . قال تعالى : ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [ الحج (11) ] .


وَالآيَاتُ في الأَمْرِ بِالصَّبْرِ وَبَيَانِ فَضْلهِ كَثِيرَةٌ مَعْرُوفةٌ .


قيل : إنَّ الصبر ذُكِرَ في مئة موضع من القرآن .





رد مع اقتباس