
31-08-2015, 07:09AM
|
عضو مشارك - وفقه الله -
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
تأسيس الأحكام على ما صح عن خير الأنام
بشرح أحاديث عمدة الأحكام
للعلامة : احمد النجمي
-رحمه الله -
[230] الحديث الثالث :
عن حفصة زوج النبي ﷺ رضي الله عنها أنها قالت يا رسول الله ما شأن الناس حلوا من العمرة ولم تحل أنت
من عمرتك فقال : إني لبدت رأسي وقلدت هديي فلا أحل حتى أنحر
موضوع الحديث :
أن من ساق الهدي لا يتحلل من نسكه إلا بعد أن يبلغ الهدي محله زماناً ومكاناً
المفردات
ما شأن الناس حلوا : هذه جملة استفهامية
قولها ولم تحل أنت من عمرتك : يصح هكذا ويصح ولم تحلل أنت من عمرتك
قال إني لبدت رأسي : التلبيد هو أن يجعل في شعر الرأس شيئاً يمنعه التجعد والانتفاش كالصمغ أو الصبر أو العسل
هديي : الهدي هو ما سيق إلى الكعبة إهداءً إليها لينحر في حرم الله وهذا من أفضل القرب
قوله فلا أحل : هذا تكملة الجواب أي فلا يتسنى لي ولا يمكنني التحلل حتى أنحر هديي
المعنى الإجمالي
سألت حفصة رضي الله عنها نبي الله _ قائلة ما شأن الناس حلوا من العمرة أي بالطواف والسعي والتقصير ولم تحل أنت
من عمرتك كما أمرت الناس بذلك فأجاب ﷺ بقوله إني لبدت رأسي وقلدت هديي فلا أحل حتى أنحر وكان هذا
الجواب أن عنده ﷺ ما يمنعه من التحلل وهو تلبيد الرأس وتقليد الهدي وأنه لا يمكنه التحلل إلا بعد
نحر الهدي إذا بلغ محله الزماني والمكاني وحلق الرأس .
فقه الحديث
أولاً :يؤخذ من هذا الحديث مشروعية السؤال عما اشتبه حتى يتبين الحكم
ثانياً : يؤخذ من هذا الحديث أنه إذا تعارض القول والفعل فإنه ينبغي السؤال لعل هناك شيء لا يفهمه هذا المستشكل
ثالثاً : أجاب النبي ﷺ بما يزيل اللبس ويرفع الإشكال ويبين الحقيقة ظاهرة لمن أرادها وهو أن من ساق الهدي
وجاء به من خارج الحرم فإنه يحرم عليه التحلل حتى ينحر الهدي وهذا هو الذي منع النبي ﷺ .
رابعاً :استدل بقول حفصة رضي الله عنها ولم تحل أنت من عمرتك على أن النبي ﷺ كان قارناً ويكون المراد
من قولها ولم تحل من عمرتك أي من عمرتك التي أهللت بها مع حجتك وهذا هو الصواب أما قول ابن عمر أن النبي ﷺ
كان متمتعاً فالمراد به القران لأن القران يسمى تمتعاً وكذلك ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنه في صحيح
مسلم بأنه سمع النبي ﷺ يقول (لبيك حجاً ) فالمراد به إهلاله أول الأمر ويعارضه حديث أنس رضي الله عنه أنه سمع
النبي ﷺ يقول ( لبيك عمرة وحجاً ) فهذا محمول على آخر الأمر والجمع بينهما أن النبي ﷺ
بدأ فأحرم بحجة ثم بعد ذلك أدخل عليها العمرة فصار بذلك قارناً والأدلة على أن النبي ﷺ حج قارناً أدلة كثيرة لا تقبل
التأويل وما عارضها فهو قليل ومتأول .
.--------
تَأْسِيسُ الأَحْكَامِ
عَلَى مَا صَحَّ عَنْ خَيْرِ الأَنَامِ
بِشَرْحِ أَحَادِيثِ عُمْدَةِ الأَحْكَامِ.
تَأْلِيف
فَضِيلةُ الشَّيخِ العلَّامَة
أَحْمَدُ بن يحي النجميَ
تأسيس الأحكام بشرح أحاديث عمدة الأحكام [ 3 ]
[ المجلد الثالث ]
رابط تحميل الكتاب :
http://subulsalam.com/site/kutub/Ahm...ssisAhkam3.pdf
.
|