عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 13-08-2015, 08:28PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





تأسيس الأحكام على ما صح عن خير الأنام
بشرح أحاديث عمدة الأحكام


للعلامة : احمد النجمي
- رحمه الله - ‏



[149] الحديث الرابع :
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال خسفت الشمس على زمان رسول الله ﷺ فقام فزعاً يخشى أن تكون
الساعة حتى أتى المسجد فقام فصلى بأطول قيام وركوع وسجود ما رأيته يفعله في صلاته قط ثم قال : إن هذه الآيات
التي يرسلها الله عز وجل لا تكون لموت أحد ولا لحياته ولكن الله يرسلها يخوف بها عباده فإذا رأيتم منها شيئاً
فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره .


موضــوع الحـديث :

كسوف الشمس وما ينبغي أن يفعله فيه المكلف تأسياً برسول الله ﷺ ‏



المفردات‏
فقام فزعاً :أي خائفاً
يخشى أن تكون الساعة : أي يخاف أن تكون الساعة حضرت
قوله إن هذه الآيات التي يرسلها الله عز وجل : إشارة إلى الكسوف والخسوف وما في معناها وكم لله من آية قد
ظهرت في هذا الزمان ولكن من لا يعقلون يربطون تلك الآيات بأسباب طبيعية ويغفلون عن الحكمة التي يريدها
الله منها فتارة بالأعاصير وتارة بالفيضانات وتارة بالزلازل وتارة بالبراكين وتارة بالحروب وكل ذلك عقوبات
من الله عز وجل وآيات يريها عباده ليتعظوا فليس ببعيد عن الذاكرة البركان الذي ذكر في الفلبين وأنه كان يرمي بالشرر
إلى خمسين كيلو في الجو إلى غير ذلك مما هو معلوم لمن تتبع الأخبار في هذه الأزمنة قوله فافزعوا إلى ذكر الله
ودعاءه هذا التعبير يدل على أن القيام إلى الذكر يكون بخوف ووجل وخشوع .



المعنى الإجمالي
في هذا الحديث أخبر أبو موسى الأشعري رضي الله عنه بأن النبي ﷺ لما انخسفت الشمس في زمنه قام
فزعاً يخشى أن تكون الساعة وأنه صلاها بأطول قيام وركوع وسجود رآه أبو موسى وأنه خطبهم بما ذكر في
هذا الحديث وغيره



فقه الحديث
فقه الحديث قد تقدم في الأحاديث المتقدمة ولا حاجة إلى إعادته وكل الأحكام التي تتعلق بصلاة
الكسوف قد وضحناها فيما سبق ولا داعي لأعادتها .

قال ابن دقيق العيد في قوله فافزعوا إلى ذكر الله ودعاءه إشارة إلى المبادرة إلى ما أمر به الشارع وتنبيهاً إلى
الالتجاء إلى الله عند المخاوف بالدعاء والاستغفار وإشارة إلى أن الذنوب سبب للبلايا والعقوبات العاجلة وأن الاستغفار
والتوبة سبب لمحو الذنوب وإزالتها ويرجى من وراء ذلك زوال المخاوف .


وقد ذكر في التأريخ أن أهل المدينة لما خرجت النار من حول المدينة التي جاء الحديث بها تخرج نار بالحجاز
تضيء لها أعناق الإبل ببصرى وبصرى بلد قريب من دمشق وأن أهل المدينة اجتمعوا وعطلوا الأعمال ودخلوا المسجد
أي مسجد النبي _ فجعلوا يذكرون الله ويدعون ويبكون لكن تلك الآية قد دامت قريباً من شهر وهي ظهرت
في عام 556هـ وكانت تذيب الصخور ولا تحرق الشجر والله تعالى أعلم .


.--------



تَأْسِيسُ الأَحْكَامِ
عَلَى مَا صَحَّ عَنْ خَيْرِ الأَنَامِ
بِشَرْحِ أَحَادِيثِ عُمْدَةِ الأَحْكَامِ.

تَأْلِيف
فَضِيلةُ الشَّيخِ العلَّامَة
أَحْمَدُ بن يحي النجميَ


تأسيس الأحكام بشرح أحاديث عمدة الأحكام [ 3 ]

[ المجلد الثالث ]

رابط تحميل الكتاب :

http://subulsalam.com/site/kutub/Ahm...ssisAhkam3.pdf












.


رد مع اقتباس