عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13-08-2015, 01:27AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




تأسيس الأحكام على ما صح عن خير الأنام
بشرح أحاديث عمدة الأحكام


للعلامة : احمد النجمي
-رحمه الله -‏




[148] الحديث الثالث :

عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : خسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ فصلى رسول الله ﷺ بالناس فأطال
القيام ثم ركع فأطال الركوع ثم قام فأطال القيام – وهو دون القيام الأول – ثم ركع فأطال الركوع – وهو دون الركوع الأول
ثم سجد فأطال السجود ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ما فعل في الركعة الأولى ثم انصرف وقد تجلت الشمس فخطب
الناس فحمد الله وأثنى عليه
ثم قال : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله
وكبروا وصلوا وتصدقوا ثم قال : يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد
والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً).

وفي لفظ فاستكمل أربع ركعات وأربع سجدات .


موضوع الحديث :
صفة صلاة الكسوف



المفردات
على عهد رسول الله : أي في زمنه
قوله فأطال القيام وهو دون القيام الأول وكذلك فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول هل المراد بالأول أي الأول في
الركعة الأولى أو الذي قبل الموصوف والظاهر أن عائشة تقصد أن كل ركن يكون أقل من الذي قبله فالقيام الثاني
من الركعة الأولى أقل من القيام الأول فيهما والقيام الأول من الركعة الثانية أقل من القيام الثاني من الركعة الأولى وهكذا .

ومعنى قوله انصرف أي سلم
تجلت الشمس : أي رجعت إلى عادتها
قوله فحمد الله وأثنى عليه : المراد بالثناء المدح الجميل والله هو المستحق للمدح والثناء لما له من الكمالات
ولما اسبغه على عباده من النعم

قوله والله ما من أحد أغير من الله : يعني أكثر غيرة من الله على محارمه
قوله أن يزني عبده أو تزني أمته : الزنا هو الاتصال الجنسي بين الذكر والأنثى بغير حل .

المعنى الإجمالي

وصفت عائشة رضي الله عنها صلاة النبي _ حين كسفت الشمس بأن النبي _ صلاها بقيامين وقرائتين وركوعين
وأن كل ركن أقل من الركن الذي قبله وأن النبي خطب الناس بعد نهاية الصلاة وأنه أمرهم عند تغير هذه الآيات
أن يفزعوا إلى الدعاء والصلاة والتكبير والتصدق .



فقه الحديث
أولاً: يؤخذ من حديث عائشة رضي الله عنها مشروعية تطويل الصلاة في الكسوف


ثانياً : يؤخذ منه مشروعية تطويل القيام وتطويل الركوع بعده ثم تطويل القيام الثاني
وهو دون القيام الأول ثم تطويل الركوع الثاني وهو دون الركوع الأول


ثالثاً : ويؤخذ منه رد على من زعم أن صلاة الكسوف هي مثل سائر الصلوات كالحنفية


رابعاً : ويؤخذ منه أن الاعتدال بعد الركوع الثاني وبين السجود لا يطول لأن عائشة رضي الله عنها قالت سجد
فأطال السجود وكذلك بين السجدة الأولى والثانية ولعله لم يكن فيه زيادة على ما كان يفعله _ في صلاة الفريضة
وقد علم من صلاة النبي _ أنه كان يجعل الأركان قريبة من بعضها إلا القيام للقراءة والتشهد وقد يجعلها سواء
أو قريبة من السواء إذا قصر القراءة ولم يطولها ويؤخذ من قولها ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ما فعل في
الركعة الأولى أي أنه صلاها بقيامين وقراءتين وركوعين وسجودين .



خامساً :يؤخذ من حديثها أيضاً مشروعية الخطبة للكسوف خطبة يذكر الخطيب فيها الناس بآيات الله عز وجل
وقد اختلف في مشروعيتها .فذكر بعض أهل العلم أن خطبة النبي ﷺ إنما كانت لأعلامهم بأن الشمس
والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فكان المقصود منها استئصال الاعتقاد الجاهلي
الذي كانوا يعتقدونه والحق إن شاء الله مشروعية الخطبة للكسوف خطبة يذكر فيها الناس بربهم ويحذرهم مغبة المعاصي
وهذا هو قول الجمهور .



سادساً :و يؤخذ منه من قوله فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا أنه يشرع عند الكسوف الدعاء
والتكبير والصلاة والتصدق .



سابعاً : ويؤخذ منه أيضاً أن تغير هذه الآيات وانطماسها وذهاب ضوءها يجعله الله عز وجل تخويفاً لعباده يخوفهم
به فإن تغير هذه الآيات دليل على قدرة الله عز وجل على تغير الحال الذي يكون فيه العبد إذا عصى
الله عز وجل من عافية إلى ابتلاء ومن نعمة إلى عذاب ومن سرور إلى حزن ومن ضحك إلى بكاء فليتدارك العبد
نفسه وليذكر الله ربه يذكره في حال العافية حتى يستجيب له عند البلاء ويعفو عنه عند النقم والعذاب ثم قال
يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته الزنا واحد من الآثام الكبيرة التي توجب غضب
الله وقد ذكر بعض أهل العلم المناسبة بين ذكر الزنا والكسوف وأن المناسبة بينهما أن الكسوف يذهب
معه ضوء هذه الآية وتذهب منفعتها ويكون العبد في حالة تخوف من الله عز وجل بمفارقة نورها لها بالكسوف وأن الزنا يفارق العبد
فيه إيمانه كما تفارق الشمس ضوءها والقمر ضوءه كما جاء في الحديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن وجاء أنه يفارقه إيمانه فيكون
فوقه كالظلة .

سبق أن بينا أن الركوع الثاني يقرأ فيه بالفاتحة وسورة أو سور ولكن يجعل القيام الثاني أقل من القيام الأول .


.--------



تَأْسِيسُ الأَحْكَامِ
عَلَى مَا صَحَّ عَنْ خَيْرِ الأَنَامِ
بِشَرْحِ أَحَادِيثِ عُمْدَةِ الأَحْكَامِ.


تَأْلِيف
فَضِيلةُ الشَّيخِ العلَّامَة
أَحْمَدُ بن يحي النجميَ


تأسيس الأحكام بشرح أحاديث عمدة الأحكام [ 3 ]

[ المجلد الثالث ]


رابط تحميل الكتاب :


http://subulsalam.com/site/kutub/Ahm...ssisAhkam3.pdf












.



رد مع اقتباس