بسم الله الرحمن الرحيم
【 فتاوى رمضانية 】
لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -
إفطار الحامل
السؤال:
ماذا يجب على الحامل التي تفطر في رمضان خوفا على صحتها وصحة
جنينها؛ هل هو القضاء فقط، أم القضاء والكفارة؟
الجواب:
إذا أفطرت خوفا على نفسها عليها القضاء فقط، إذا أفطرت خوفا على جنينها فقط، فإن
عليها القضاء و الكفارة، إطعام مسكين عن كل يوم.
*****************
قضاء المرأة وقتها
السؤال:
المرأة المسلمة الآن تقضي رمضان ما بين السهر أمام التلفاز أو الفيديو أو (الدش)، وما بين
الأسواق والنوم، بماذا تنصح هذه المسلمة ؟
الجواب:
المشروع للمسلم رجلاً كان أو امرأة احترام شهر رمضان وشغله بالطاعات وتجنب المعاصي والسيئات في كل وقت وفي رمضان آكد لحرمة الزمان . والسَّهر لمشاهدة الأفلام والمسلسلات التي تعرض في التلفاز أو الفيديو أو بواسطة الدش أو استماع الملاهي والأغاني كل ذلك محرَّم ومَعْصِية في رمضان وفي غيره لكنه في رمضان أشد إثماً.
وإذا أضيف إلى هذا الشهر المحرم إضاعة الواجبات والنوم في النهار عن أداء الصلوات فهذه معاص أخر وهكذا المعاصي يجر بعضها بعضا ويدعو بعضها إلى بعض نسأل الله العافية.
وخروج النساء إلى الأسواق محرم إلا إذا دعت حاجة إلى الخروج فإنها تخرج بقدر الحاجة؛ بشرط أن تكون متسترة ومحتشمة ومتجنبة للاختلاط بالرجال أو التحدث معهم إلا بقدر الحاجة ومن غير فتنة، وبشرط ألا يطول وقت خروجها بالليل فيسبب لها النوم عن الصلاة في وقتها، أو تضيّع بسببه حقا من حقوق زوجها أو أولادها.
*****************
قضاء الأيام التي أفطرتها
السؤال:
أمي في الستين من عمرها ، لم تقض أيام الحيض من أشهر رمضان فاتتها منذ أن تزوجت والدي، حيث كان يقول لها والدي بأن تكفر عنك كل يوم بدلا من قضائه وذلك؛ لأنها أم ولها أولاد،
والمدة التي فاتتها تقدر بعشرين عاما، بواقع سبعة أيام من كل رمضان، وماذا عليها؟ هل تصوم ما فاتها، أم تتصدق؟ وما مقدار الصدقة؟
الجواب:
الواجب على والدتك قضاء الأيام التي تركت صيامها من رمضان في فترة الحيض, ولو تكرر ذلك منها عدة رمضانات, فتحصي الأيام التي تركتها, وتقضيها, وتطعم مع القضاء مسكينا عن كل يوم بمقدار نصف صاع عن كل يوم, كفارة عن تأخير القضاء ,
ويجوز أن تقضيها متتابعة أو متفرقة حسب ظروفها، المهم أنه لا يجوز لها تركها, ووالدك قد أخطأ خطأ كبيرا في إفتائها بغير علم .
*****************
وسائل تعين على الطاعة
السؤال:
ما أهم الوسائل التي تعين المرأة على الطاعات في شهر رمضان ؟
الجواب:
الوسائل التي تعين المسلم رجلاً كان أو امرأة على الطاعات في رمضان هي:
1- مَخَافة الله سبحانه وتعالى واعتقاد أنه مطلع على العبد في جميع أفعاله وأقواله ونياته وأنه سيحاسبه على ذلك . فإذا شعر المسلم بهذا الشعور اشتغل بالطاعات وترك السيئات وبادر بالتوبة من المعاصي.
2- الإكثار من ذكر الله وتلاوة القرآن لأن ذلك يلين القلب، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، وقال تعالى: (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ).
3- تجنب الصوارف التي تقسي القلب وتبعده عن الله وهي جميع المعاصي ومخالطة الأشرار وأكل الحرام والغفلة عن ذكر الله عز وجل ومشاهدة الأفلام الفاسدة.
4- بقاء المرأة في بيتها وعدم خروجها منه إلا لحاجة مع سرعة الرجوع إليه إذا انقضت الحاجة.
5- النوم بالليل لأنه يعين على القيام مبكراً من آخر الليل ويخفف النوم بالنهار حتى يتمكن من أداء الصلوات في مواقيتها ويستغل وقته بالطاعات.
6- حفظ اللسان من الغيبة والنميمة وقول الزور والكلام المحرم وشغله بالذكر.
*****************
تبرع الصائم بالدم
السؤال:
هل التبرع بالدم في نهار رمضان يفطر؟
الجواب:
نعم؛ إذا كان الدم كثيرًا تبرع به وسحب منه فإنه يفطر بذلك؛ لأنه مثل
الحجامة.
*****************
تناول الدواء بعد الفجر
السؤال:
تناولت دوائي بعد الفجر في رمضان وقضيت ذلك اليوم فهل علي كفارة؟
الجواب:
لا، الكفارة إنما تجب بالجماع في نهار رمضان، أما الإفطار بغير الجماع،
فهو يوجب القضاء فقط.
*****************
استخدام معطر بالفم
السؤال:
يوجد في الصيدليات معطر خاص بالفم، وهو عبارة عن بخاخ؛ فهل يجوز استعماله خلال نهار
رمضان لإزالة الرائحة من الفم؟
الجواب:
يكفي عن استعمال البخاخ للفم في حالة الصيام استعمال السواك الذي حث عليه صلى الله عليه وسلم، وإذا استعمل البخاخ ولم يصل شيء إلى حلقه فلا بأس به، مع أن رائحة فم الصائم الناتجة
عن الصيام ينبغي أن لا تكره؛ لأنها أثر طاعة ومحبوبة لله عز وجل، وفي الحديث: "خُلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".
*****************
منزلة الصدقة في رمضان
السؤال:
ما هي منزلة الصدقة في رمضان ؟
الجواب:
الصدقة في رمضان أفضل من الصدقة في غيره؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه شهر المواساة وكان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون بالخير من الرِّيح المُرْسَلَة. وقال عليه الصلاة والسلام :
"مَنْ فَطَّر فِيه صَائِماً كَانَ كَفَّارة لِذُنُوبه وَعِتْق رَقَبَتهِ مِن النَّار وَكَانَ لَهُ من الأَجْرِ مثل أَجْرِ الصَّائم من غيْر أَن يُنْقِص من أَجْرِه شَيْئاً".
فهذا دليل على فضل الصدقة في شهر رمضان لاسيما وأنه شهر الصيام ويحصل للمحتاجين فيه جوع وعطش مع قلة ما بأيديهم ، فإذا جاد عليهم المُحْسِنُون في هذا الشهر كان في ذلك إعانة لهم على طاعة الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر، إضافة إلى أن الطاعات عموماً تضاعف في الزمان الفاضل والمكان الفاضل ؛ فتضاعف الأعمال لشرف الزمان ،
كما أن الأعمال تضاعف لشرف المكان ، كما في مِسْجدي مكة والمدينة فإن الصلاة في مسجد مكة عن مئة ألف صلاة فيما سواه.
والصلاة في مسجد النَّبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة عن ألف صلاة فيما سواه . وذلك لشرف المكان، وكذلك شرف الزمان تضاعف فيه الحسنات . وأعظم ذلك شهر رمضان الذي جعله الله موسماً للخيرات وفعل الطاعات
ورفعة الدرجات.
*****************
حكم حرمان النفس بترك المباح في رمضان
السؤال:
البعض يقول: إن على المسلم أن يتحول إلى زاهد في رمضان فيجتنب كل الملذات من الأكل والشرب والجماع وغيرها حتى يخرج رمضان فهل هذا لعمل مشروع؟
الجواب:
يقول الله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَ سْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ).
ففي هذه الآية الكريمة أباح الله للصائم في ليل الصيام كل ما يمنع منه في النهار من الطعام والشراب وسائر المباحات والاستعانة بذلك على طاعة الله سبحانه وتعالى .
وترك المباح وحرمان النفس منه تعبداً يعتبر من الغلو سواء في رمضان أو في غيره وقد قال النبي صلى ا لله عليه وسلم: "إنَّننِي أَصُومُ وَأُفْطِر وأُصَلِّي وَأَنَام وَأَتَزَوج النِّساء وَمَن يَرْغَب عَن مِلَّلتِي فَلَيْسَ مِنَّي" ، وهذا هديه صلى الله عليه وسلم في رمضان وغيره . وليس الزهد هو ترك ما أباح الله.
*****************
حكم فتح الأسواق في رمضان
السؤال:
نشاهد الأسواق والمحلات التجارية تفتح أبوابها إلى ساعة متأخرة من الليل في شهر رمضان تستقبل بعض المسلمين والمسلمات مما يضطرهم لنوم نهار رمضان كله .. ما حكم ذلك .. ؟
الجواب:
أصحاب المحلات التجارية يجب عليهم المحافظة على طاعة الله ومشاركة المسلمين في مواسم الخيرات في رمضان وغيره وألا يضيعوا كل الوقت بالبيع والشراء وفتح محلاتهم ، يقول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)، ويقول تعالى: (لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ)،
ثم في فتحهم محلاتهم معظم الوقت إغراء للآخرين على السهر والتجوال وتعريض للفتنة بين الرجال والنساء فيكون عليهم إثم في ذلك لأنهم السبب والواجب على ولاة الأمور . وفقهم الله .
تحديد الوقت المناسب لفتح المحلات الذي لا يتعارض مع أداء الطاعات ولا يكون سبباً يعرض الناس للفتن وإضاعة الأوقات الثمينة.
*****************
حكم مخاطبة الشباب للفتيات عبر الهاتف أثناء الصيام
السؤال:
ما حكم مخاطبة الشاب للفتيات عبر الهاتف أثناء الصوم؟ وبالذات إذا كانوا مخطوبين لبعض؟
الجواب:
مُخَاطبة الشباب للفتيات عبر الهاتف لا تجوز؛ لما في ذلك من الفتنة؛ إلا إذا كانت الفتاة مخطوبة لمن يكلمها، وكان الكلام مجرد مفاهمة ولمصلحة الخطبة، مع أن الأولى والأحوط أن يخاطب وليها بذلك أما المخاطبة بين الشباب والفتيات في غير حالة الخطبة؛ فإنها لا تجوز؛ لما في ذلك من الفتنة الشديدة ، وخشية الوقوع في المحذور.
وإذا كان ذلك في حال الصيام؛ فإنه يؤثر على الصيام بالنقص؛ لأنه مطلوب من الصائم المحافظة على صيامه مما يخل به وينقصه، وكم سبب الاتصال بين الشباب والفتيات بواسطة التلفونات من مصائب خلقية وجرائم اجتماعية؛ فالواجب على أولياء الفتيات منعهن ومراقبتهن من هذا الخطر.
*****************
العشر الأواخر
السؤال:
أرجو الإفادة عن فضائل العشر الأواخر من رمضان؟
الجواب:
فضائل العشر الأواخر عظيمة وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد فيها أكثر من اجتهاده في أول الشهر فكان عليه الصلاة والسلام يجتهد في التهجد في هذه الليالي أكثر من تهجده في أول الشهر. وكان عليه الصلاة والسلام يعتكف في العشر الأواخر من رمضان بمعنى أنه يمكث في المسجد لذكر الله وللعبادة ولا يخرج منه إلا لحاجة الإنسان طيلة العشر الأواخر مما يدل على مزيتها وفضيلتها.
كذلك فإن أكثر ما يُرْجَى مُصَادفة ليلة القدر في هذه العشر الأواخر ؛ لأن النَّبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنها ترجى في العشر الأواخر خاصة فكان صلى الله عليه وسلم يجتهد في هذه العشر طلباً لليلة القدر.
*****************
فضائل ليلة القدر
السؤال:
فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: يرجى بيان فضل ليلة القدر وما ورد فيها من الآيات الكريمات؟
الجواب:
نوَّه الله تعالى بشأنها وسمَّاها ليلة القدر قيل لأنها تقدر فيها الآجال والأرزاق وما يكون في السنة من التدابير الإلهية كما قال تعالى : (فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)، فسماها الله ليلة القدر من أجل ذلك. وقيل سُمِّيت ليلة القدر لأنها ذات قدر وقيمة ومنزلة عند الله سبحانه وتعالى.
وسمَّاها الله ليلة مباركة، كما قال تعالى : (إِنَّا أَنزِلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ)، ونَوّه الله بشأنها بقوله : (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) أي: العمل في هذه الليلة المباركة يعدل ثواب العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر؛ وألف شهر ثلاثة وثمانون عاماً وزيادة فهذا مما يدل على فضل هذه الليلة العظيمة، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحراها ويقول صلى الله عليه وسلم : "مَنْ قَامَ لَيْلَة القَدْر إِيماناً واحْتِساباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّم مِن ذَنْبِه وَمَا تَأَخَّر"،
وأخبر سبحانه وتعالى أنها تنزل فيها الملائكة والروح وهذا يدل على عظم شأنها وأهميتها لأن نزول الملائكة لا يكون إلا لأمر عظيم ثم وصفها بقوله (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)، فوصفها بأنها سلام، وهذا يدل على شرفها وخيرها وبركتها وأن من حرم خيرها فقد حرم الخير الكثير. فهذه فضائل عظيمة لهذه الليلة المباركة، ولكن الله بحكمته أَخْفَاها في شهر رمضان لأجل أن يجتهد المُسْلم في كل ليالي رمضان طلباً لهذه الليلة فيكثر عمله ويجمع بين كثرة العمل في سائر ليالي
رمضان مع مصادفة ليلة القدر بفضائلها وكرائمها وثوابها فيكون جمع بين الحُسْنَين وهذا من كرم الله سبحانه وتعالى على عباده. وبالجملة: فهي ليلة عظيمة مُبَاركة ونعمة من الله سبحانه وتعالى تمر بالمسلم في شهر رمضان فإذا وفق باستغلالها و استثمارها في الخير حَصَلَ على أجور عظيمة وخيرات كثيرة هو بِأَمَسِّ الحَاجة إليها.
*****************
ما هي علامة ليلة القدر؟
السؤال :
العلامة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم أن الشمس تخرج في صبيحتها كالطست لا شعاع لها ،
هل تكفي للجزم بأنها ليلة القدر؟
الجواب :
ما أعرف هذا حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، هذا من كلام بعض العلماء وتحرياته، قالوا أشياء كثيرة،
كثيرة في علامات ليلة القدر الله أعلم بها.
*****************
ما القول الراجح في ليلة القدر؟
السؤال:
ما القول الراجح في ليلة القدر؟
الجواب :
تحديدها بالتعيين لم يتعين وإنما التحري، التحري في العشر الأواخر أوكد من العشرين الأول، وفي ليالي الوتر أوكد من ليالي الشفع ، وفي ليلة سبعٍ وعشرين آكد الأوتار، هذا التحري وليس
قطعاً أنها الليلة هذه أو هذه، الإنسان لا يترك العمل لأن هذه ترجحت عند العلماء ويقتصر عليها بل يقوم الليالي كلها.
*****************
الاعتكاف ما حكمه
السؤال :
ما هو الاعتكاف؟ وما حكمه؟ وهل يجوز الاعتكاف في البيت؟
الجواب :
الاعتكاف عبادة عظيمة ، نص الله جلَّ وعلا عليه في كتابه الكريم، وفي آيات من كتابه ، منها قوله تعالى لخليله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام: (وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)، ومنها قوله تعالى : (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)، وهو من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه،
وقد كان عليه الصلاة والسلام يعتكف في العشر الأوسط من رمضان طلبًا لليلة القدر، ثم في آخر حياته صلى الله عليه وسلم صار يعتكف في العشر الأواخر من رمضان لما تبين له أن ليلة القدر تُرجى في العشر الأواخر، واعتكف معه نساؤه عليه الصلاة والسلام،
فالاعتكاف عبادة عظيمة ، وهو المكث في مسجد من المساجد لأجل عبادة الله وحده لا شريك له بالصلاة وتلاوة القرآن، وذكر الله عز وجل، والتفرغ لذلك من أعمال الدنيا، والاشتغال بالله سبحانه وتعالى، هذا هو الاعتكاف، وهو مشروع كل وقت ولكنه لا يشرع إلا في مسجد تُصلّى فيه صلاة الجماعة ، لقوله تعالى : (وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)،
أما أن يعتكف الإنسان في بيته، أو في مسجد مهجور، لانتقال أهله من حوله، ولا يصلى فيه فهذا لا يجوز للمسلم لأنه منقطع بذلك عن صلاة الجماعة فلا يشرع الاعتكاف إلا في مسجد تُصلى فيه صلاة الجماعة وبالله التوفيق.
*****************
المعتكف يحتاج لشراء الطعام
السؤال :
في الاعتكاف في رمضان يحتاج الإنسان لشراء طعام وغيره، فيتصل بالجوال ليحضر له المطعم العشاء وذلك من داخل المسجد ،
فهل هذا من البيع والشراء المحرم في المسجد؟
الجواب :
إن كان يقول أحضر لي عشاء بعشرة ريال أو بعشرين ريال ويتفاوض معه هذا من البيع والشراء، أما إذا قال أحضر لي عشاء
وبعدين يحاسبه ولا يسأله عن القيمة ما في بأس، هذا من الحاجة.
*****************
أقل الاعتكاف
السؤال :
هل أقل الاعتكاف ليلة أم يوم كما في حديث عمر؟
الجواب :
ليس له حد ، حتى ولو ساعة ، يقول الفقهاء ولو ساعة ، لأنه ما جاء تحديده في الشرع.
*****************
المعتكف له أن يختار المسجد
السؤال :
أيهما أفضل للمعتكف أن يعتكف في مسجده ومسجده يقرؤون نصف جزء
من كتاب الله، أو أن يخرج إلى مسجد يختم القرآن؟
الجواب :
مخيّر ، هو مخيّر إنه يعتكف في أي مسجدٍ يرى أنه أحسن له، يختار المسجد
الذي يرى أنه أحسن له من البلد.
*****************
متى يبدأ وقت الاعتكاف ومتى ينتهي؟
السؤال :
متى يبدأ وقت الاعتكاف ومتى ينتهي؟
الجواب :
وقت الاعتكاف يبتدئ بالمدة التي عيَّنها ، المدة التي عيَّنها ، فإذا نوى أن يعتكف العشر الأواخر فإنه يبدأ الاعتكاف
من بداية الليلة الحادية والعشرين ، من بداية الليلة الحادية والعشرين وينتهي بنهاية الشهر.
*****************
ما حكم الشرط للمعتكف؟
السؤال :
أريد أن أعتكف مع اشتراط أن أصلي التراويح في مسجد آخر رغبة في قراءة ذلك الإمام ، هل يجوز ذلك لي؟
الجواب :
يجوز ذلك ، لكنه خلاف الأفضل، الأفضل أن تصلي التراويح في المسجد الذي أنت مُعتكف فيه ، هذا هو الأفضل،
لتبقى في المسجد ، ويكون بقاؤك في المسجد الذي أنت مُعتكف فيه.
*****************
ما الفرق
بين النذر في الاعتكاف وغيره من النذور؟
السؤال :
ما الفرق بين النذر في الاعتكاف وغيره من النذور ، بمعنى أنه إذا نذر أن يعتكف في المسجد النبوي جاز له أن يعتكف في الحرم ، يقول : هل يقاس على هذا إذا نذرت أن أصوم يوماً من شعبان يجوز أن أصوم يوماً بدله من ذي الحجة ؟
الجواب :
لا ، ما يجوز ، إذا نذرت أن تصوم يوماً من شعبان ما يجوز أن تصوم بدله من شهرٍ آخر ، لأنك عينت اليوم ،
فلا يجوز أن تترك اليوم الذي عينته وتصوم من شهرٍ آخر.
*****************
هل على المعتكف أن ينوي؟
السؤال :
هل يتلفظ بالاشتراط عند الاعتكاف أم تكفي النية بالقلب ؟
الجواب :
تكفي النية في القلب، قال صلى الله عليه وسلم : "إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى"، فإذا نوى أن يعتكف ونوى أن يخرج لبعض الأمور فهذا هو الاشتراط، هذا هو الاشتراط ولو لم يتلفظ،
والله يعلم ما في القلوب، ويعلم النيات والمقاصد، ولو لم تتلفظ .
*****************
هل يجوز للمعتكف
أن يغير المسجد الذي اعتكف فيه؟
السؤال :
هل يجوز للمعتكف أن يغير المسجد الذي اعتكف فيه لمصلحة يراها هو في
أثناء الاعتكاف؟
الجواب :
إذا نذر مسجداً من المساجد العادية في البلدان فلا مانع أن يتحول من
مسجد إلى مسجد لأنها متساوية، والاعتكاف هو في هذا أو ذاك.
*****************
هل يجوز الاعتكاف ليلا حتى صلاة الفجر؟
السؤال :
هل يجوز نية الاعتكاف ليلاً حتى صلاة الفجر، ثم المجيء قبل صلاة
المغرب وتجديد نية الاعتكاف إلى الفجر وهكذا؟
الجواب :
يجوز أن ينذر الاعتكاف في الليالي فقط، عشر ليالي أو عشرين ليلة، يجوز هذا كما في حديث عمر رضي الله عنه،
ويبدأ الليل من غروب الشمس وينتهي بطلوع الفجر.
*****************
الاعتكاف الجماعي
السؤال :
ما الحكم فيمن يعتكف لأنه اشترط هو وأصحابه على أن من يعتكف خمسة
أيام من رمضان فهل له كذا؟
الجواب :
ما يصلح هذا الاعتكاف الجماعي، والصيام الجماعي اللي يقولون، والتهجد الجماعي غير تهجد رمضان، ما يصلح هذا، مثل ما يفعل بعض الشباب، كلٌ يعتكف في نفسه، أو يتهجد في نفسه، أو يصوم في نفسه، أو يفطر في نفسه، هذا الارتباط مع جماعة هذا كله من الأمور المحدثة،
من الأمور المحدثة، كل محدثة بدعة، المسلم يفعل الخير ولا يرتبط بالآخرين، ما يرتبط بالآخرين، يفعل الخير هو في نفسه حسب ما يتيسر له ولا يرتبط مع آخرين ومع جماعة.
*****************
هل الاعتكاف خاص في العشر الأواخر من رمضان؟
السؤال :
هل الاعتكاف خاصٌ في العشر الأواخر من رمضان، أم يجوز في أي وقت كيوم عرفة مثلاً؟
الجواب:
الاعتكاف يجوز في أي وقت، ولكنه في رمضان أفضل، وأما تخصيص يوم من الأيام كيوم عرفة هذا يحتاج إلى دليل،
لا يخصص يوم عرفة بالاعتكاف، لأنه ما كان السلف يعتكفون يوم عرفة، ما كانوا يخصصون هذا.
*****************
ما حكم المعتكف التحدث بأمور الدنيا؟
السؤال :
إذا أتاني شخص وأنا معتكف في المسجد فهل أتحدث معه في أمور الدنيا أم أُعرض عنه؟
الجواب :
التحدث في أمور الدنيا تجنبه حتى ولو لم تكن معتكفاً، ما ينبغي أن تتخذ المساجد لأحاديث الدنيا ، لكن الأمور التي يحتاجها الناس، كأن يسألك عن شيء أو عن حاجة فتُجيبه عن ذلك،
أما إذهاب الوقت في الكلام الذي من أمور الدنيا فهذا يتجنبه المسلم في المسجد، والمعتكف أولى بذلك.
*****************
المعتكف إذا أصيب بجنابة ماذا يفعل؟
السؤال :
إذا أصابتني جنابة وأنا معتكف، ولا توجد في دورات المياه أماكن للاغتسال،
فماذا أفعل هل أخرج إلى البيت أم ماذا؟
الجواب :
إذا أصابتك جنابة وأنت معتكف ، يعني احتلمت وأنت معتكف ، تذهب إلى المكان الذي ترتاح فيه وتؤدي الاغتسال
على الوجه المطلوب سواءً في دورات المياه التابعة للمسجد أو في البيت، لا بأس .
*****************
هل يقصر الاعتكاف على المساجد الثلاثة؟
السؤال :
أي الاعتكاف أقرب للسنة في مكة أم في المدينة ، وهل ورد ما يقصر
الاعتكاف على المساجد الثلاثة؟
الجواب :
الاعتكاف في المسجد الحرام أفضل من الاعتكاف في المسجد النبوي ، ولكن إذا كان المسجد الحرام مزدحم والمسجد النبوي أفسح وأوسع وكونه يعتكف في مكان واسع وفسيح لا شك أنه أفضل،
أفضل حسب الإمكان في أحد المسجدين المسجد الحرام أو المسجد النبوي، ولم يرد ما يخصص الاعتكاف في المساجد الثلاثة بل ورد ما يُعمم، قال تعالى : (وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)،
ورد على ما أذكر حديث "لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة"، لكن هذا ليس للحصر، وإنما هو لبيان الأفضلية، لبيان الأفضلية لا للحصر.
*****************
الأعمال في الاعتكاف
السؤال :
ما أحب الأعمال في الاعتكاف ؟
الجواب :
العبادات كلها متساوية، تلاوة القرآن، وصلاة النافلة، الاشتغال بالذكر، وكونه ينوع ، كون المعتكف ينوع العبادات تارة
يصلي في غير أوقات النهي، وتارة يتلو القرآن، وتارة يذكر الله بالتسبيح والتهليل، كونه ينوع أحسن.
*****************
نويت الاعتكاف ولم أستطع
السؤال :
نويت أن أعتكف في رمضان الماضي ولكن لم أستطع الاعتكاف وذلك لاهتمامي بشئون والدتي وأهلي،
فهل لي أجر بذلك أفيدونا أفادكم الله؟
الجواب :
إذا لم تنذر وإنما مجرد نية فلا يلزمك هذا، يجوز لك أن تعدل عن النية، لاسيما إذا كان هذا لغرض صحيح كالعمل مع والدك ، أو خدمة والدك فهذا أفضل لك من الاعتكاف،
طاعة والدك والبر به أفضل لك من الاعتكاف، أما إذا نذرت فلابد من الوفاء بالنذر.
*****************
النية من البداية للمعتكف
السؤال:
هل يجب أن تكون النية قبل الشروع في الاعتكاف أو يصح الاشتراط في أثنائه؟
الجواب :
لا، لابد من البداية، لابد أن تكون النية من البداية، فإذا نوى العشر الأواخر
من رمضان فتكون النية في البداية، في بداية العشر.
*****************
ما حكم الاعتكاف إذا نوى ساعة؟
السؤال :
ما حكم الاعتكاف إذا نوى ساعة، وكم أكثره وكم أقله؟
الجواب :
ما له أقل ولا أكثر ، يجوز ساعة ، يجوز شهر ، يجوز شهرين ، يجوز عشرة أيام ، ما له حد .
*****************
شرط الجماع أثناء الاعتكاف
السؤال :
هل للمعتكف أن يشترط الجماع أثناء الاعتكاف؟
الجواب :
يفسد ويبطل الاعتكاف ، الجماع يبطل الاعتكاف سواءً شرطه أو لم يشرطه .
*****************
هل يجوز تخصيص
ليلة من رمضان بالاعتكاف؟
السؤال:
هل يجوز تخصيص ليلة من رمضان بالاعتكاف في العشر الأواخر كليلة مفردة مثلاً؟
الجواب:
لا بأس، عمر رضي الله عنه نوى أن يعتكف ليلة في المسجد الحرام وأمره
النبي صلى الله عليه وسلم أن يفي بنذره.
*****************
ما هي نواقض الاعتكاف؟
السؤال :
ما هي نواقض الاعتكاف؟
الجواب :
الجماع، نواقض الاعتكاف الجماع، لقوله تعالى: (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)، ونواقض الاعتكاف أشد،
الردة عن دين الإسلام، هذا ينقض الاعتكاف والعياذ بالله ويبطل جميع الأعمال.
*****************
الاشتراط ليقضي العمرة وهو معتكف
السؤال :
حكم الاشتراط ليقضي العمرة وهو معتكف؟
الجواب :
إذا شرط لا بأس، له ما شرط.
*****************
المرأة إذا جاءها الحيض
وهي معتكفة في المسجد
السؤال :
هل تخرج المرأة إذا جاءها الحيض وهي معتكفة في المسجد؟
الجواب :
نعم، المرأة لا تلبث في المسجد وهي حائض، والجنب لا يلبث في المسجد وهو جنب حتى يغتسل:
(إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا).
*****************
الاعتكاف في غرفة تقع في المسجد
السؤال :
لو اعتكف في غرفة تقع في المسجد فهل يعد معتكفا في المسجد؟
الجواب :
إذا كان بابها على المسجد فهي من المسجد ، إذا كان بابها ومدخلها على المسجد فهي من المسجد ، أما إذا كان بابها خارج المسجد فهي ليست من المسجد ، ولو كانت في
محيط المسجد إذا كان بابها ومدخلها خارج المسجد وليس لها مدخل على المسجد فهي ليست من المسجد.
*****************
الأولى الاعتكاف أم مناصحة المسلمين
السؤال:
هذا يسأل يقول: ما هو الأولى الاعتكاف في العشر الأواخر، أم مناصحة بعض المعتمرين القادمين من خارج البلاد،
وعندهم بعض القصور، أو الجهل في العبادات؟
الجواب:
يمكنه الجمع بين الاعتكاف، والتذكير في المسجد يكون معتكفا، ويذكر الحاضرين في المسجد،
يذكرهم بما يحتاجون إليه، يعلمهم ما يحتاجون إليه.
*****************
نصيحة
لمن يجتهد في رمضان فقط دون بقية الأشهر
السؤال:
بعض الناس وللأسف الشديد تراهم في رمضان يواظبون على الصلوات الخمس وعلى التراويح والتهجد وقراءة القرآن الكريم فإذا ما انتهى رمضان؛ تركوا ذلك أو أكثره ! فما الحكم فيهم؟ وهل تقبل أعمالهم الصالحة تلك في رمضان؟ وما هي نصيحتكم لمثل هؤلاء؟
الجواب:
أما الاجتهاد في رمضان بالأعمال الصالحة ؛ فهذا شيء طيب ورمضان له خصوصية وموسم عظيم؛ ولكن المسلم مطلوب منه أن يجتهد في أعمال الخير في كل عمره، وفي كل حياته، وفي كل الشهور؛ لأن عمره فرصة ثمينة، وهو قادم على دار تحتاج إلى عمل؛ فإن الجزاء في الدار الآخرة إنما يكون على العمل.
فالمسلم مطلوب منه أن يستغل حياته في الدنيا بالأعمال الصالحة، وأن يخص أيام الفضل ومواسم الخير كشهر رمضان ؛ يخصها بمزيد اجتهاد. أمَّا هؤلاء القوم المفرطون المضيعون للفرائض والصلوات؛ فإذا جاء رمضان اجتهدوا وحافظوا على الصلوات، فإذا خرج رمضان؛ فإنهم يتركون الفرائض ويضيعون، هؤلاء لا يقبل منهم اجتهادهم في رمضان. وقيل لبعض السَّلف عن قوماً يجتهدون في رمضان؛ فإذا خرج؛ تركوا العمل ؟ فقال:"بئس القَوم، لا يَعْرفون الله إلا في رمضان ؟!".
فهؤلاء لا يقبل منهم إذا تركوا الفرائض وتركوا الصلوات الخمس، أمَّا إذا كانوا تركوا شيئاً من السنن ومن النوافل ؛ فهؤلاء لا حرج عليهم، ويرجى لهم القبول فيما أسلفوا في رمضان.
*****************
حكم من أخر إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد ناسياً
السؤال:
شخص أعطاه والده زكاة الفطر ليخرجها ولكنه نسي حتى صلى العيد ثم
أخرجها فهل هي تجزئ وهل عليه شيء؟
الجواب:
تجزئ بعد صلاة العيد إذا فات وتكون صدقة من الصدقات لابد من إخراجها حتى ولو بعد العيد هي في ذمته يخرجها ولو بعد العيد يكون بعد العيد قضاء الواجب عليه أن يخرجها فإن كان متعمداً للتأخير يأثم مع القضاء وإن كان غير متعمد ناسي أو لم يتيسر له ذلك فإنه يقضيها ولا إثم عليه المهم لا بد من إخراجها.
*****************
هل يجوز شراء زكاة الفطر بعد دفعها؟
السؤال :
هل يجوز شراء زكاة الفطر بعد دفعها؟
الجواب :
لا، ما يشتري الإنسان صدقته، لا زكاة المال ولا زكاة الفطر، ما يشتريها، ما
يشتريها ممن أخذها.
*****************
المصدر :
http://www.alfawzan.af.org.sa/node/14891