
31-03-2015, 06:44PM
|
عضو مشارك - وفقه الله -
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】
لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -
شرح العقيدة الواسطية. ( 16 )
[ المتن ]
ـ الجمع بين علوه وقربه وأزليته وأبديته
وقوله سبحانه: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
[ الشرح ]
قوله: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ} الآية. هذه الآية الكريمة قد فسرها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث
الذي رواه مسلم أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء. وأنت الآخر
فليس بعدك شيء. وأنت الظاهر فليس فوقك شيء. وأنت الباطن فليس دونك شيء).
فقد فسر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه الأسماء الأربعة بهذا التفسير المختصر الواضح،
وفي هذه الأسماء المباركة إحاطته سبحانه من كل وجه. ففي اسمه الأول والآخر إحاطته الزمانية.
وفي اسمه الظاهر والباطن إحاطته المكانية.
قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ : (فهذه الأسماء الأربعة متقابلة: اسمان لأزليته وأبديته سبحانه،
واسمان لعلوه وقربه، فأوليته سبحانه سابقة على أولية كل ما سواه، وآخريته سبحانه ثابتة بعد آخرية
كل ما سواه. فأوليته: سبقه لكل شيء، وآخريته: بقاؤه بعد كل شيء، وظاهريته: فوقيته وعلوه
على كل شيء. ومعنى الظهور يقتضي العلو، وظاهر الشيء ما علا منه. وبطونه سبحانه: إحاطته بكل
شيء بحيث يكون أقرب إليه من نفسه وهذا قرب الإحاطة العامة). اه ـ.
وقوله تعالى: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} أي قد أحاط علمه بكل شيء من الأمور الماضية والحاضرة والمستقبلة،
ومن العالم العلوي والسفلي ومن الظواهر والبواطن لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.
والشاهد من الآية الكريمة: إثبات هذه الأسماء الكريمة لله المقتضية لإحاطته بكل شيء زمانًا ومكانًا
واطلاعًا وتقديرًا وتدبيرًا. تعالى وتقدس (علوًا كبيرًا).
------
[ المصدر ]
http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf
|