16-01-2015, 10:57PM
|
عضو مشارك - وفقه الله -
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الجديد في شرح كتاب التوحيد
باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين
ص -172- باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين
وقول الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً}1.
شرح الكلمات:
أهل الكتاب: هم اليهود.
لا تغلو: الغلو المراد به هنا تجاوز الحد في التعظيم في القول والاعتقاد.
ولا تقولوا على الله إلا الحق: لا تصفوه إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسله. المسيح: سمي بهذا الاسم؛ لأنه يمسح على ذوي العاهات فيبرءون بإذن الله.
كلمته: أي أنه خلقه بكلمة كن.
وروح منه: من الأرواح التي خلقها الله.
1 سورة النساء آية : 171.
ص -173- فآمنوا بالله: أي صدقوا بأنه واحد لا والد له ولا ولد سبحانه.
رسله: بأنهم صادقون مبلغون عن الله، ولا تكذبوهم ولا ترفعوهم فوق منزلتهم.
ولا تقولوا ثلاثة: أي لا تقولوا: إن الآلهة ثلاثة، والمراد بالثلاثة هنا: الله، مريم، المسيح.
انتهوا خيرا لكم: انتهوا عن التثليث.
سبحانه أن يكون له ولد: أي تنزه عن اتخاذ الولد.
الشرح الإجمالي:
ينهى الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية اليهود والنصارى عن الغلو في الدين، ومن ذلك غلو النصارى في عيسى بن مريم حيث رفعوه إلى مرتبة الألوهية، ومغالاة اليهود وتجاوزهم الحد في ذمه حيث اعتبروه ابن بغي، وكذب الله -سبحانه وتعالى- كلا من الفريقين حيث وصف عيسى بالرسالة وأنه روح من الأرواح التي خلقها الله، وأن عليهم أن يؤمنوا بالله وحده لا والد له ولا ولد ولا صاحب ولا صاحبة، وأن يصدقوا برسله فلا يكذبوهم ولا ينزلوهم أكثر من منزلتهم، وأن عليهم أن يجتنبوا عقيدة التثليث التي جعلوا الله فيها ثالث ثلاثة، وأن عليهم أن يعلموا ويعتقدوا بأن الله هو المستحق لإفراده بالعبادة، المالك لجميع الكون المهيمن على جميع الخلق.
الفوائد:
1. تحريم الغلو في الدين.
2. تحريم القول بالرأي في الدين الذي لا يستند إلى دليل.
3. إثبات نبوة عيسى ورسالته.
ص -174- 4. في الآية الرد على اليهود والنصارى.
5. إثبات صفة الكلام لله على الوجه اللائق به سبحانه.
6. بيان بطلان عقيدة التثليث.
7. أن التوحيد كله خير.
مناسبة الآية للباب:
حيث دلت الآية على أن سبب خروج أهل الكتاب من دينهم هو غلو النصارى في تعظيم عيسى، وغلو اليهود في ذمه.
مناسبة الآية للتوحيد:
وإنما اعتبر مثل هذا شركا؛ لأن النصارى نزلوا عيسى منزلة الله فعبدوه معه.
المناقشة:
أ. اشرح الكلمات الآتية: أهل الكتاب، لا تغلو، ولا تقولوا على الله إلا الحق، المسيح، كلمته، وروح منه، فآمنوا بالله ورسله، ولا تقولوا ثلاثة، انتهوا خيرا لكم، سبحانه أن يكون له ولد.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
4. وضح مناسبة الآية لباب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين
هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.
ص -175- وقول الله تعالى : { وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلالاً }1.
شرح الكلمات:
لا تذرن: لا تتركن.
آلهتكم: معبوداتكم.
ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا: قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير هذه الآية قال: (( هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم، ففعلوا ولم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت ))2.
وقد أضلوا كثيرا:وقد أضل رؤساؤهم بهذه الأصنام كثيرا من الناس.
ولا تزد الظالمين إلا ضلالا: أي إلا عذابا أو ضياعا.
الشرح الإجمالي:
يخبرنا الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية عن حال المشركين، وحرصهم على تلك الأصنام حينما أخذ بعضهم يوصي بعضا بها وبعبادتها، ولا سيما تلك
1 سورة نوح آية : 23-24.
2 قال ابن القيم -رحمه الله-: (( قال غير واحد من السلف: لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوّروا تماثيلهم, ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم )). وانظر متن كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب ص (76).
ص -176- الأصنام الخمسة المسماة هنا، ثم يبين –سبحانه- أنهم بذلك قد أضلوا كثيرا من الناس، واتصفوا بالظلم واستوجبوا العذاب والبعد من الله.
الفوائد:
1. قدم الشرك في الأمم السابقة.
2. أن هذه الأسماء الخمسة المذكورات من معبودات قوم نوح.
3. بيان تكاتف وتعاون أهل الباطل على باطلهم.
4. جواز الدعاء على الكفار على سبيل العموم.
مناسبة الآية للباب:
مناسبة هذه الآية للباب ما ذكره بعض المفسرين من أن هذه الأسماء المذكورة في الآية كانت أسماء رجال صالحين غلا في حبهم قومهم، فلما ماتوا أوحى إليهم الشيطان أن صوروا على صورهم حتى تذكروهم، حتى إذا مات أهل ذلك القرن واندرس العلم عبدهم من جاء بعدهم.
مناسبة الآية للتوحيد:
حيث دلت الآية على أن الغلو في الصالحين شرك؛ وذلك لأن الغلو فيهم صرف شيء من حقوق الله الخاصة به لهم، وذلك إشراك لهم مع الله.
المناقشة:
أ. اشرح الكلمات الآتية: لا تذرن، آلهتكم، ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا، وقد أضلوا كثيرا، ولا تزد الظالمين إلا ضلالا.
ص -177- ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.
وعن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله". أخرجاه 1.
شرح الكلمات:
لا تطروني: الإطراء هو مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه. كما أطرت النصارى ابن مريم: حيث تجاوزوا الحد في تعظيم عيسى وجعلوه ربا يعبد. عبد الله ورسوله: لا ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله فيها، فلا تفرطوا في تعظيمي إنما أنا عبد، ولا تفرطوا في طاعتي وتصديقي إنما أنا رسوله.
الشرح الإجمالي:
ينهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أمته أن تجاوز الحد في مدحه؛ لئلا يؤدي إلى رفعه فوق منزلته التي أنزله الله بها، ثم يبين صلى الله عليه وسلم الصراط السوي، وهو الذي ينبغي أن نصفه به وهي العبودية لله -تبارك وتعالى- والرسالة.
1 رواه البخاري (الفتح 6/ 3445) في أحاديث الأنبياء, باب قول الله تعالى: { واذكر في الكتاب مريم }. وليس الحديث عند مسلم كما ذكر المصنف -رحمه الله-، وإنما هو عند البخاري فقط.
ص -178- وذلك يقتضي تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.
الفوائد:
1. تحريم الغلو في تعظيم الأنبياء والصالحين.
2. حرص النبي صلى الله عليه وسلم على سد الذرائع.
3. إثبات غلو النصارى في عيسى.
4. الرد على من اعتقد في النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من الرسالة.
مناسبة الحديث للباب:
حيث دل الحديث على أن الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشرف الخلق، يخرج المسلم من دينه كما أخرج النصارى من دينهم غلوهم في عيسى.
مناسبة الحديث للتوحيد:
حيث دل الحديث على أن الغلو في المخلوقين قد يؤدي إلى عبادتهم المنافية للتوحيد.
المناقشة:
أ. اشرح الكلمات الآتية: لا تطروني، كما أطرت النصارى ابن مريم، عبد الله ورسوله.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.
ص -179- وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو"1.
شرح الكلمات:
إياكم: أحذركم.
الغلو: هو تجاوز الحد في المدح والكذب فيه.
فإنما أهلك من كان قبلكم: أي سبب الهلاك في الدنيا والآخرة للأمم السابقة هو الغلو.
الشرح الإجمالي:
ينهانا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن الغلو في الدين ومجاوزة الحد فيه؛ لئلا نهلك كما هلكت الأمم السابقة حينما غلو في دينهم وتجاوزوا الحد في عبادتهم.
الفوائد:
1. تحريم الغلو في الدين.
2. أن الغلو سبب للهلاك.
مناسبة الحديث للباب:
حيث دل الحديث على أن سبب هلاك الأمم السابقة هو الغلو.
1 رواه أحمد في المسند (1/ 215, 347). والنسائي (5/ 268) في المناسك، باب التقاط الحصى. وابن ماجة (3029) في المناسك، باب قدر حصى الرمي. وصححه ابن خزيمة والحاكم. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاقتضاء (ص 106): " إسناده صحيح على شرط مسلم ". وصححه الألباني في الصحيحة (1283).
ص -180- مناسبة الحديث للتوحيد:
حيث دل الحديث على أن الغلو في الدين أو المخلوقين يخرج الإنسان عن الحدود التي أنزلها الله فيكون متبعا لهواه، وهذا من الشرك المنافي للتوحيد.
المناقشة:
أ. اشرح الكلمات الآتية: إياكم، الغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج فائدتين من فوائد الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.
ولمسلم عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هلك المتنطعون قالها ثلاثا"1.
شرح الكلمات:
هلك: خاب وخسر.
المتنطعون: التنطع هو التعمق في القول أو العمل.
قالها ثلاثا: قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات تأكيدا.
1 رواه مسلم رقم (2670) في العلم، باب هلك المتنطعون.
ص -181- الشرح الإجمالي:
لما كان النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث بالشريعة السمحاء، حذر من التعمق في الأشياء كلها والتشدق بها، ولا سيما التعمق في أمور الدين التي شرعها الله -سبحانه وتعالى-، وبين معالمها وحدد حدودها، ثم أكد هذا التحذير فكرره ثلاث مرات على مسامع الصحابة؛ ليعوه ويفهموه ويحذروا ما يترتب عليه.
الفوائد:
1. تحريم التنطع في الأمور كلها.
2. استحباب تأكيد الأمر الهام.
3. سماحة الإسلام ويسره.
مناسبة الحديث للباب:
حيث دل الحديث على أن التنطع في الأمور كلها بما في ذلك تعظيم الصالحين من أسباب الهلاك.
مناسبة الحديث للتوحيد:
كما في الحديث الذي قبل هذا.
المناقشة:
أ. اشرح الكلمات الآتية: هلك، المتنطعون، قالها ثلاثا.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ص -182- ج. استخرج ثلاث فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء أن سبب كفر بني آدم، وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.
المصدر :
الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf
http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf
|