
11-01-2015, 05:56AM
|
عضو مشارك - وفقه الله -
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الملخص في شرح كتاب التوحيد
لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله ورعاه-
ص -370- باب لا يقول: عبدي وأمتي
في الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "لا
يقُل أحدُكم: أطعم ربك، وضِّىء ربك، ولْيقُل: سيدي ومولاي، ولا يقل أحدكم: عبدي
وأمتي، ولْيَقُل: فتاي وفتات، وغلامي""1".
مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
أن التلفُّظ بهذه الألفاظ المذكورة يوهم المشاركة في الربوبية، فنُهي عنه تأدُّباً مع الربوبية،
وحمايةً للتوحيد بسدِّ الذرائع المفضية إلى الشرك.
في الصحيح: أي: الصحيحين.
لا يقُل أحدكم: لا: ناهيةٌ، والفعل بعدها مجزومٌ بها، أي: لا يقُل ذلك لمملوكه.
أطعم ربّك: بفتح الهمزة أمرٌ من الإطعام.
وضِّئ ربك: أمر من التوضئة، والنهي عن الموضعين لمنع المضاهاة لله سبحانه لأنه هو الرب.
وهذا المنع يختص في منع الربوبية للإنسان، بخلاف غيرِه فيقالُ رب الدار والدابة.
وليقُل سيِّدي: لأن السيادة معناها الرئاسة على ما تحت يدِه.
"1" أخرجه البخاري برقم "2552" ومسلم برقم "2249".
ص -371- وأيضاً هناك فرقٌ بين الرب والسيِّد: فإن الرب من أسماء الله بالاتفاق بخلاف
السيد فقد اختُلف في كونه من أسماء الله. وعلى القول بأنه منها فليس له من الشُّهرة وكثرة
الاستعمال مثل ما للرب.
ومولاي: المولى يُطلق على معانٍ كثيرة منها: المالكُ وهو المراد هنا.
ولا يقل أحدكم عبدي وأمتي: لأن الذي يستحق العبودية هو الله سبحانه؛ ولأن في ذلك
تعظيماً لا يستحقه المخلوق.
وليقل فتاي وفتاتي وغلامي: لأن هذه الألفاظ لا تدل على العبودية كدلالة عبدي وأمتي،
وفيها تجنُّب للإيهام والتعاظم.
المعنى الإجمالي للحديث:
ينهى –صلى الله عليه وسلم- عن التلفظ بالألفاظ التي توهِم الشرك، وفيها إساءة أدب
مع الله كإطلاق ربوبية إنسان لإنسان أو عبودية إنسان لإنسان؛ لأن الله هو الرب المعبود
وحده. ثم أرشد –صلى الله عليه وسلم- إلى اللفظ السليم الذي لا إيهام فيه؛ ليكون بديلاً
من اللفظ الموهِم، وهذا منه –صلى الله عليه وسلم- حمايةً للتوحيد وحفاظاً على العقيدة.
مناسبة الحديث للباب:
أن فيه النهي عن قول: عبدي وأمَتي.
ما يستفاد من الحديث:
1- النهيُ عن استعمال الألفاظ التي توهِم الشرك.
2- سدُّ الطرق الموصلة إلى الشرك.
3- ذكرُ البديل الذي لا محذور فيه؛ ليُستعملَ مكان ما فيه محذورٌ من الألفاظ.
المصدر :
http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf
|