عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 11-01-2015, 01:03AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



الملخص في شرح كتاب التوحيد
لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله ورعاه-





ص -273- باب قول الله تعالى: {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ
اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}
[الأعراف: 99].


وقوله:
{وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ} [الحِجر: 56].


مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
أراد المؤلف رحمه الله بهذا الباب أن يبين أن الأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله من
أعظم الذنوب، وأن كلاً منهما ينافي كمال التوحيد، وأنه يجب على المؤمن أن يجمع بين
الخوف والرجاء.
مكر الله: استدراجه العبد إذا عصى وإملاؤه له حتى يأخذه أخذ عزيز مقتدر.
الخاسرون: أي: الهالكون.
يقنط: القنوط: استبعاد الفرج واليأس منه.
الضالون: المخطئون طريق الصواب.


المعنى الإجمالي للآيتين:
يذكر الله سبحانه حال أهل القرى المكذبين للرسل، أن الذي حملهم على تكذيبهم هو
الأمن من استدراج الله لهم، وعدم الخوف منه، فتمادوا في المعاصي والمخالفات،
واستبعدوا الاستدراج من الله، وهذه حال الهالكين.

ص -274- وفي الآية الثانية يحكي الله عن خليله إبراهيم –عليه السلام- أنه لما بشرته
الملائكة بولده إسحاق –عليه السلام- استبعد ذلك على كبَر سنه، فقالت الملائكة:
{فَلاَ تَكُن
مِّنَ الْقَانِطِينَ}
[الحجر: 55]. أي: الآيسين، فأجابهم بأنه ليس بقانط؛ لكنه قال ذلك على
وجه التعجّب.


ما يستفاد من الآيتين:
1- في الآية الأولى: التحذير من الأمن من مكر الله، وأنه من أعظم الذنوب.

2- في الآية الثانية: التحذير من القنوط من رحمة الله، وأنه من أعظم الذنوب.
3- في الآيتين أنه يجب على المؤمن أن يجمع بين الخوف والرجاء فلا يغلّب جانب الرجاء فيأمن
من مكر الله ولا يغلّب جانب الخوف فييأس من رحمة الله.
4- أن الخوف والرجاء من أنواع العبادة التي يجب إخلاصها لله وحده لا شريك له.

ص -275- وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سئل
عن الكبائر فقال:
"الشرك بالله، واليأس من رَوْح الله، والأمن من مكر الله""1".
وعن ابن مسعود قال:
"أكبر الكبائر الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من
رحمة الله، واليأس من رَوْح الله""
2". رواه عبد الرزاق.

الكبائر: جمع كبيرة وهي: كل ذنب توعّد الله صاحبه بنارٍ أو لعنةٍ أو غضبٍ أو عذابٍ أو نفي
الإيمان أو رتب الله عليه حداً في الدنيا.
الشرك بالله: في ربوبيته وعبوديته.
واليأس من روح الله: أي قطع الرجاء والأمل من الله فيما يرومه ويقصده ويخافه ويرجوه.
من مكر الله: أي: من استدراجه للعبد أو سلبه ما أعطاه من الإيمان.


المعنى الإجمالي للحديث:
ذكر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أن كبائر الذنوب هي: أن يُجعل
لله سبحانه شريكٌ في ربوبيته أ وعبوديته وبدأ به؛ لأنه أعظم الذنوب. وقطع الرجاء والأمل
من الله؛ لأن ذلك


"1" قال الهيثمي في مجمع الزوائد "1/104" رواه البزار والطبراني ورجاله موثقون.
"2" أخرجه عبد الرزاق في مصنفه "10/459" رقم "19701" والطبراني في معجمه الكبير
"9/156 رقم 8784". قال الهيثمي في مجمع الزوائد "1/104": رواه الطبراني وإسناده صحيح.

ص -276- إساءة ظنٍّ بالله وجهل بسعة رحمته، والأمن من استدراجه للعبد بالنعم حتى
يأخذه على غرة. وليس المراد بهذا الحديث حصر الكبائر فيما ذكر؛ لأن الكبائر كثيرة،
لكن المراد بيان أكبرها كما يفيده أثر ابن مسعود الذي ساقه المؤلف بعده.


مناسبة الحديث للباب:
أنه يدل على أن الأمن من مكر الله واليأس من رحمته من كبائر الذنوب.



ما يستفاد من الحديث:

1- تحريم الأمن من مكر الله واليأس من رحمته، وأنهما من أكبر الكبائر كما عليه المرجئة
والخوارج.

2- أن الشرك أعظم الذنوب وأكبر الكبائر.
3- أن الواجب على العبد أن يكون بين الخوف والرجاء، فإذا خاف لا ييأس، وإذا رجا لا يأمن.




المصدر :


http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf




رد مع اقتباس