بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (14)
للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-
قوله : (( أعلم أرشدك الله لطاعته ))
الشرح :
أعلم أرشدك الله . أعلم يا طالب يا من يتأتى منه العلم ، أعلم أرشدك الله لطاعته أن
الحنيفية ملة إبراهيم ،
( ملة إبراهيم ) إما بدل أو عطف بيان من الحنيفية كأنك تقول أن الحنيفية يعني ملة
إبراهيم أو هي ملة إبراهيم ، أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين ، هذه ملة إبراهيم ،
وملة من جاء بعده من الرسل من أولاده لأنه أبو الأنبياء . وبذلك أمر الله جميع الناس ،
والآية التي يستدل بها المؤلف على هذا الحكم قوله تعالى : ( وما خلقت الجن والأنس
إلا ليعبدون ) لابد من التوفيق بين المدلول والمدلول عليه ، المدلول عليه هو هذا الحكم ،
أمر الله جميع الناس بينما الآية تدل أن الله خلق الجن والأنس جميعاً لعبادته.
إذاً كان الأولى أن تكون العبارة هكذا : ( وبذلك أمر الله الجن والأنس وخلقهم لها )
ليتفق الدليل والمدلول عليه كما قال تعالى : ( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون )
خلق الله الثقلين لعبادته ليوحدوه وليعرفوه وحده وفسر معنى يعبدون يوحدون ، وهذا معنى
من المعاني ، وعند أهل العلم عدة تفاسير ليعبدون ليعرفون ليخلصوا إلى العبادة ،
ولكن كلمة يوحدون أشمل ، ولذلك لعل المؤلف أختار هذا التفسير .