عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-11-2014, 09:42AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي باب ماجاء في المصورين لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله-

بسم الله الرحمن الرحيم





باب ما جاء في المصورين
لفضيلة الشيخ الدكتور/
صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله-



عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قال الله
تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي؛ فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة"
(١) أخرجاه.



مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
لما كان التصوير وسيلة الشرك المضاد للتوحيد، ناسب أن يعقد المؤلف هذا الباب؛ لبيان
تحريمه وما ورد فيه من الوعيد الشديد.

ما جاء في المصورين: أي: من الوعيد الشديد.
ومن أظلم: أي: لا أحد أظلم منه.
يخلق كخلقي: أي: لأن المصور يضاهي خلق الله.
فليخلقوا: أمرُ تعجيز وتحدّ وتهديد.
ذرة: هي: النملة الصغيرة.
أو ليخلقوا: تعجيزٌ آخر.
حبة: أي: حبة حنطةٍ فيها طعم ومادة نبات وإنتاج.
أو ليخلقوا: تعجيزٌ آخر.
شعيرة: نوع آخر من الحبوب.


المعنى الإجمالي للحديث:
يروي النبي –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن ربه عز وجل أنه يقول: لا أحد أشد ظلماً ممن يصور
الصور على شكل خلق الله؛ لأنه بذلك يحاول مشابهة الله في فعله، ثم يتحداه الله
–عز وجل- ويبين عجزه عن أن يخلق أصغر شيء من مخلوقاته وهو الذرة، بل هو عاجز
عن أن يخلق ما هو أدنى من ذلك وهو الجماد الصغير، ومع ذلك لا قدرة لهم على
ذلك كله؛ لأن الله هو المتفرد بالخلق.



مناسبة ذكر هذا الحديث في الباب:
أنه يدل على تحريم التصوير، وأنه من أظلم الظلم.


ما يستفاد من الحديث:
١- تحريم التصوير، وبأي وسيلة وجد وأن المصور من أظلم الظالمين.
٢- وصف الله أنه يتكلم.
٣- أن التصوير مضاهاةٌ لخلق الله، ومحاولةٌ لمشاركته في الخلق.
٤- أن القدرة على الخلق من خصائص الله سبحانه وتعالى.

(١) أخرجه البخاري برقم "٥٩٥٣"، ومسلم برقم "٢١١١".



ولهما عن عائشة -رضي الله عنها-: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال:
"أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله" (١) .


ولهما: أي: البخاري ومسلم.
يضاهئون بخلق الله: أي: يشابهون بما يصنعونه ما يصنعه الله.


المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خبراً معناه: النهي والزجر، أن المصورين أشد الناس عذاباً
في الدار الآخرة، لأنهم أقدموا على جريمة شنعاء وهي صناعتهم ما يشابه لخلق
الله في صناعة الصور.



مناسبة الحديث للباب:
أنه يدل على شدة عقوبة المصورين، مما يفيد أن التصوير جريمة كبرى.


ما يستفاد من الحديث:
١- تحريم التصوير بجميع أشكاله وبأي وسيلة وُجد، وأنه مضاهاة لخلق الله.
٢- أن العذاب يوم القيامة يتفاوت بحسب الجرائم.
٣- أن التصوير من أعظم الذنوب، وأنه من الكبائر.

(١) أخرجه البخاري برقم "٢٤٧٩"، ومسلم برقم "٢١٠٧".


ولهما عن ابن عباس -رضي الله عنهما- سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
يقول: "كل مصوِّر في النار، يُجعل له بكل صورة صوَّرها نفس يُعذَّب بها في جهنم" (١) .

ولهما عنه مرفوعاً: "من صوّر صورة في الدنيا؛ كُلِّف أن ينفخ فيها الروح،
وليس بنافخ" (٢) .



كل مصوّر: أي: لذي روح.
في النار: لتعاطيه ما يشبه ما انفرد الله به من الخلق والاختراع.
يجعل له بكل صورة نفسٌ يعذّب بها: الباء بمعنى "في" أي: يُجعل له في كل صورة
روحٌ تعذِّبه نفس الصورة التي جُعلت فيها الروح.



المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن مآل المصورين يوم القيامة إلى النار، يعذَّبون فيها بأشد
العذاب بأن تُحضر جميع الصور التي صوَّروها في الدنيا، فيُجعل في كل صورة منها
روحٌ ثم تُسلّط عليه بالعذاب في نار جهنم، فيعذب بما صنعت يده والعياذ بالله.
ومن تعذيبه أيضاً أن يكلّف ما لا يطيق وهو نفخ الروح في الصورة التي صورها.



مناسبة الحديث للباب:
أن فيه دليلاً على تحريم التصوير ووعيد المصورين.


ما يستفاد من الحديث:
١- تحريم التصوير وأنه من الكبائر.
٢- تحريم التصوير بجميع أنواعه: تماثيل أو نقوش، وسواء كان رسماً باليد أو التقاطاً بآلة
التصوير الفوتوغرافية، إذا كانت الصورة من ذوات الأرواح، إلا ما دعت إليه الضرورة.

٣- تحريم التصوير لأي غرض كان إلا لدفع ضرورة.
٤- في الرواية الأخيرة دليلٌ على طول تعذيب المصورين وإظهار عجزهم.
٥- فيها أن الخلق ونفخ الروح لا يقدر عليهما إلا الله تعالى.

(١) أخرجه البخاري برقم "٢٢٢٥"، ومسلم برقم "٢١١٠".
(٢) أخرجه البخاري برقم "٥٩٦٣"، ومسلم برقم "٢١١٠/١٠٠".



ولمسلم عن أبي الهيَّاج؛ قال: قال لي عليّ –رضي الله عنه-: "ألا أبعثك على ما بعثني
عليه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مُشْرِفاً
إلا سويته" (١) .



التراجم:
أبو الهيّاج هو: حيَّان بن حُصين الأسدي تابعيّ ثقة.
ألا: أداة تنبيه.
أبعثك: أوجِّهك.
لا تدع: لا تترك.
إلا طمستها: أي: أزلتها ومحوتها.
مشرفاً: أي: مرتفعاً.
إلا سوَّيته: أي: جعلته مساوياً للأرض.


المعنى الإجمالي للحديث:
يعرض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- على أبي الهياج أن يوجهه إلى
القيام بالمهمة التي وجّهه رسول الله –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للقيام بها وهي: إزالة الصور
ومحوُها؛ لما فيها من المضاهاة لخلق الله والافتتان بها بتعظيمها؛ مما يؤول بأصحابها إلى الوثنية.

وتسوية القبور
العالية حتى تصير مساوية للأرض؛ لما في تعلِيتها من الافتتان بأصحابها واتخاذهم
أنداداً لله في العبادة والتعظيم.



مناسبة الحديث للباب:
أنه يدل على وجوب طمس الصور وإتلافها.


ما يستفاد من الحديث:
١- تحريم التصوير ووجوب إزالة الصور ومحوها بجميع أنواعها.
٢- التواصي بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبليغ العلم.
٣- تحريم رفع القبور ببناءٍ أو غيره؛ لأنه من وسائل الشرك.
٤- وجوب هدم القباب المبنية على القبور.
٥- أن التصوير مثل البناء على القبور وسيلة إلى الشرك.

(١) أخرجه مسلم برقم "٩٦٩"، وأبو داود برقم "٣٢١٨"،
والترمذي برقم "١٠٤٩"، وأحمد "١/٩٦، ١٢٩".




المصدر :

الملخص في شرح كتاب التوحيد
لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله ورعاه -


رابط تحميل الكتاب

http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf





رد مع اقتباس