قصة القنيطرة وحضوري مولدهم-للشيخ ماهر بن ظافرالقحطاني حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
أما بعد
فقد ذهبت من دمشق الشام الى القنيطرة اسأل عن صاحب
لي طبيب وفي حاذق بمهنته سلفي كان سببا من اسباب
نشر الدعوة لي بدمشق
فانا متزوج من الشام من قرابة الاثنين وعشرين سنة
واتردد عليها فكان اخونا الطبيب اذا نزلت يجمع لي في بعض
المنازل النساء والرجال
ثم تكون المحاضرة في المنهج وغيرها من احكام الدين
وتكون الاسئلة بفضل ربنا
فنا احلاها من ليال جميلة كنا نسمر فيها في العلم و انها
لارض مباركة
اللهم بارك في شامنا ثلاثا كما صح الخبر
فكنت انصرف من مجلس العلم هناك براحة بال ولذة وبهجة
قلبية عظيمة لا استحضر لها مثيل
الان
فلما ذهبت لزيارة اخينا الفاضل بالقنيطرة وجدت جده وكان
عمدة في تلكم المنطقة يجمتمع عنده الناس
وهو من عائلة مشهورة
بالمنطقة عائلة زيتون والطبيب اسمه احمد زيتون
فاعتذر لي الجد بقوله ان الابن الحفيد بفرانسا لاكمال
دراساته وتخصصاته الطبية
باوعية الدم وغيرها
وعرض علي الجد حضور المولد النبوي
عندهم بالقنيطرة
وكان يوما مشهودا فقبلت
من باب حضور موسى عليه السلام مجلس السحرة
ليلقي عصاه لامن جنس محمد العريفي حضر مجلس احمد
البايض الساحر المشهور بجدة لا ليلقمه حجرا بل اقره بعد اظهار سحره وامسك براسه يهزه كهيئة المعجب به
مما زاد الجمهور تعلقا به
مع ان جندب الصحابي الجليل
لما راى ساحرا يقطع راسه فياخذها ويركبها
استل سيفه فقطع راسه
فحضرت فكانت خيمة كبيره
حضر فيها اناس كثر لاقامة المولد
في عرس كان لشاب اعمى
مقلد مسكبن لا يعرف بدعة من سنة فرح بعرسه غافل عن جرم البدعة وقبحها والتي ادخلوها فيه
وكان من عادات الشاميين احداث الموالد داخل الاعراس
فدخلت ضيف شرف في مقدمة الحضور وصدر المجلس
فاني بصحبة الجد المقدر عندهم وعمدة المحلة
ومتصوفة البلد وهل العروسين وكثير مدعو في الخلف
فاحترامي من احترامه وانا مجهول وهذا مما افادني
لاظهار الحق وبيانه بدليله
عندهم
فلعلهم ظنوني من متصوفة الحجاز كمحمد علوي مالكي واضرابه
ولسان الحال اما ان تلقوا او اكون انا اول من القى
فالقوا بداية بدعتهم
فخيل للناس انها عبادة عظيمة وبركة للعروسين
فبرنامج المولد عندهم كان اولا قراءة للقران على صورة بدعية
خمسة مكبرات للصوت خلفها
شبان حليقين
ويتوسطهم القاريء وهو مثلهم
ليس لهم وظيفة بعد تلاوة كل اية
الا ان يتقدموا ويقولوا الله
ثم يقرا ويتقدموا للمكبرات
الله
وهكذا
ثم ارادوا الشروع في الطبل والزمر والنشيد المدحي للنبي صلى الله عليه وسلم
والاحتفال بمولده
فستاذنت الجد بكلمه وبكل سرور اجابني ظن اني ساذكر منافب الرسول صلى الله عليه وسلم بكلمه
فما اعظم توبة وهابي في زعمهم عندهم
ومايعلم ماينتظر في القدر
فاخذت المكبر الموزع صوته على جنبات الخيمة الكبيرة المحشوة بالمغفلين من اتباع المبتدعة الضالين على غريزة القطيع اذا قالت حذامي فصدقوها
فحضروا وهم يتدينون بالاحتفال بالمولد النبوي ويرونه حقا وسنة
واظن كعادتي بدات الكلمة بخطبة الحاجة وفيها شر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بعة ضلالة
فذكرت اثر بن مسعود وقدمت ثناء النبي صلى الله عليه وسلم عليه
رضيت لامتي مارضي لها ابن ام عبد
اثر الدارمي : " كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة
الغداة ، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد ، فجاءنا أبو موسى الأشعري ، فقال :
أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟ قلنا : لا ، فجلس معنا حتى خرج ، فلما خرج
قمنا إليه جميعا ، فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ! إنى رأيت في المسجد
آنفا أمرا أنكرته ، و لم أر و الحمد لله إلا خيرا ، قال : فما هو ؟ فقال : إن
عشت فستراه ، قال : رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ، ينتظرون الصلاة ، في كل
حلقة رجل ، و في أيديهم حصى ، فيقول : كبروا مائة ، فيكبرون مائة ، فيقول هللوا
مائة ، فيهللون مائة ، و يقول سبحوا مائة ، فيسبحون مائة ، قال : فماذا قلت لهم
؟ قال : ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك ، قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم ،
و ضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ؟ ثم مضى و مضينا معه ، حتى أتى حلقة من
تلك الحلق ، فوقف عليهم ، فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ قالوا : يا أبا
عبد الرحمن ! حصى نعد به التكبير و التهليل و التسبيح ، قال : فعدوا سيئاتكم
فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، و يحكم يا أمة محمد ! ما أسرع هلكتكم !
هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، و هذه ثيابه لم.
فانتم اهدى ملة من رسول الله صلى الله عليه وسلم او مفتتحوا باب ضلالة
قالوا مااردنا الا الخير
فقال وكم من مريد للخير لن يصبه
وشرحت الاثر بالادلة
وانكرت طريقتهم فذ قراءة القران ثم انهم بهتوا والحمدلله بمافتح ربنا علينا من الادلة والعلم النافع
فصمتوا والعامة ينظرون ولعلهم من بعد كلمتي ينتظرون معلقا فلم يجدوا
الا الحق والذي من صفته العلو
وباطلهم واغذي من صفته جغيره الاضمحلال والزهوق
وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا
بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون
فطلب الجد على خوف واستحياء من قومه بعد أن سمعوا الحق وابهر العامة صيته وصولته وبرهانه
ان يكتفى بهذا
ولم يعقبوا
فانطلق العروس إلي مرحبا
لما شعر بخروجي واصر على بقاءي فامتنعت واصررت على المغادره
في دهشة للعامة فلأول مرة يسمعوا بإنكار البدع بأدلة واثار
فاللهم لك الحمد إذ نصرت الحق وازهقت الباطل
فلك الحمد في الاولى والاخرة
وسبحانك عمايصفون وماكانوا في دينك يبتدعون
اللهم ثبتنا على السنة والعمل بها حتى نلقاك
امين
كتبه الشيخ أبو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني....حفظه الله
|